responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطبقات الكبري للشعراني لوافح الانوار في طبقات الاخيار نویسنده : الشَّعْراني، عبد الوهاب    جلد : 2  صفحه : 130
الأرض لا يستطيع يمشي خطوة، وإن سمع حصل له خجل عظيم، والناس يمرون عليه، وكان له أحوال غريبة، وقد أخبرت عنه سيدي محمد بن عنان رضي الله عنه فقال هؤلاء يحيلون للناس هذه الأفعال، وليس لها حقيقة. مات رحمه الله تعالى بالنجارية سنة سبع عشرة وتسعمائة رضي الله عنه.

ومنهم سيدي الشريف المجذوب
رضي الله تعالى عنه، ورحمه
كان رضي الله عنه ساكناً تجاه المجانين بالمارستان المنصوري، وكان له كشف، ومثاقلات للناس الذين ينكرون عليه، وكان رضي الله عنه يأكل في نهار رمضان، ويقول أنا معتوق أعتقني ربي، وكان كل من أنكر عليه يعطبه في الحال، وأرسل لي مرة رغيفاً مع إنسان، وقال قل له يأكل هذا الرغيف، وطوى فيه مرض سبعة، وخمسين يوماً فلم يأكله فأكله القاصد فمرض سبعة، وخمسين يوماً فقال للقاصد لا تخف إن شاء الله تعالى أصطاده في مرة أخرى فلم يقدر له ذلك، وكان رضي الله عنه يتظاهر يبلع الحشيش فوجدوها يوماً حلاوة، وكان قد أعطاه الله تعالى التمييز بين الأشقياء، والسعداء في هذه الدار، وكان أصله جمالا عند بعض الأمراء ثم حصل له الجذب، وكان سيدي على الخواص رضي الله عنه جاءه الشريف ورد عنه الطعنة، وقال لم يجئني أحد في مصر غير الشريف فكان لا ينساها له ثم إنهم طعنوه مرة أخرى فأصابته، وذلك أن الشفاعات كثرت على سيدي علي الخواص رضي الله عنه أيام السلطان ابن عثمان وكان أصحاب النوبة بمصر عجماً فكانوا لم يزالوا يعارضونه، ويعارضهم فطعنوه بخنجر في مشعره ولم يزل به إلى أن مات بعد ثلاثين يوماً رضي الله عنه.

ومنهم سيدي علي الدميري المجذوب
رضي الله تعالى عنه
كان رضي الله عنه جالساً ليلا، ونهاراً، على دكان يباع الرقاق تجاه حمام المارستان، وكان رضي الله عنه لا يتكلم إلا نادراً، وكان مكشوف الرأس ملفوفاً في بردة كلما تتقطع يبدلونها له بأخرى أقام على هذه الحالة نحو عشرين سنة وكان كلما رآني تبسم. مات رضي الله عنه سنة خمس، وعشرين وتسعمائة، ودفن بالمسجد الذي بقرب باب النصر اليشبكي، وقبره ظاهر يزار رضي الله عنه.

ومنهم شيخي، وأستاذي سيدي علي الخواص البرلسي
رضي الله تعالى عنه ورحمه
كان رضي الله عنه أمياً لا يكتب، ولا يقرأ، وكان رضي الله عنه يتكلم على معاني القرآن العظيم، والسنة المشرفة كلاماً نفيساً تحير فيه العلماء، وكان محل كشفه اللوح المحفوظ عن المحو، والإثبات فكان إذا قال قولا لا بد أن يقع على الصفة التي قال، وكنت أرسل له الناس يشاورونه عن أحوالهم فما كان قط يحوجهم إلى كلام بل كان يخبر الشخص بواقعته التي أتى لأجلها قبل أن يتكلم فيقول: طلق مثلا أو شارك أو فارق أو اصبر أو سافر أو لا تسافر فيتحير الشخص، ويقول من أعلم هذا بأمري، وكان له طب غريب يداوي به أهل الاستسقاء، والجذام، والفالج، والأمراض المزمنة فكل شيء أشار باستعماله يكون الشفاء فيه. وسمعت سيدي محمد بن عنان رضي الله عنه يقول: الشيخ علي البرلسي أعطي التصريف في ثلاثة أرباع مصر، وقراها وسمعته يقول: مرة أخرى لا يقدر أحد من أرباب الأحوال أن يدخل مصر إلا بإذن الشيخ علي الخواص رضي الله عنه، وكان رضي الله عنه يعرف أصحاب النوبة في سائر أقطار الأرض، ويعرف من تولى منهم ساعة، ولايته ومن عزل ساعة عزله ولم أر هذا القدم لأحد غيره من مشايخ مصر إلى، وقتي هذا، وكان له اطلاع عظيم على قلوب الفقراء فكان يقول: فلان اليوم زاد فتوحه بهذا كذا دقيقة، وفلان نقص اليوم كذا كذا، وفلان فتح عليه بفتوح يدوم إلى آخر عمره، وفلان يدوم فتحه سنة أو شهراً أو جمعة فيكون الأمر كما قال. ومر عليه فقير فتح عليه بفتوح عظيم فنظر إليه، وقال هذا فتوجه يزول عن قريب فمر على ذلك الفقير شخص من أرباب الأحوال فازدراه، ونقصه بكلمات فراح ذلك الشخص إلى ذلك الفقير، ودار له نعله فسلبه ذلك الفتوح فقال: له الشيخ يا ولدي قلة الأدب لا يمكث معها فتوح، ولم يزل مسلوباً إلى أن مات، وكان رضي الله عنه يعظم أرباب الحرف النافعة في الدنيا كالسقاء، والزبال، والطباخ، والفيخراني ومقدم الوالي، ومقدم أمير الحاج، والمعداوي، والطوافين على رءوسهم بالبضائع، ويدعو لهم، ويكرمهم وكان رضي الله عنه يعظم العلماء، وأركان الدولة، ويقوم لهم، ويقبل أيديهم، ويقول: هذا أدبنا معهم في هذه الدار، وسيعلمنا الله تعالى الأدب معهم إذا، وصلنا إلى دار الآخرة، وكان إذا علم من أحد من أرباب الدولة أو غيرهم أنه قاصد السلام عليه يذهب إليه
نام کتاب : الطبقات الكبري للشعراني لوافح الانوار في طبقات الاخيار نویسنده : الشَّعْراني، عبد الوهاب    جلد : 2  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست