responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطبقات الكبري للشعراني لوافح الانوار في طبقات الاخيار نویسنده : الشَّعْراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 58
عليك أولى من جزعي عليك ولئن كان فراقك حسرة فإن في توقع أجرك لخيرة ثم تنشد قول عمرو بن معد يكرب رضي الله تعالى عنه.
وإنا لقوم لا تفيض دموعنا ... على هالك منا وإن قصم الظهر

ومنهن السيدة نفيسة ابنة الحسن
بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم
ولدت رضي الله عنها بمكة وكان مولدها سنة خمس وأربعين ومائة ونشأت في العبادة وتزوجت بإسحاق المؤتمن ورزقت منه بولدين القاسم وأم كلثوم وأقامت رضي الله عنها بمصر سبع سنين وتوفيت إلى رحمة الله تعالى سنة ثمان ومائتين وخرج زوجها من مصر بولديها القاسم وأم كلثوم ودفنوا بالبقيع على خلاف في ذلك، قاله ابن الملقن.
ولما دخل الإمام الشافعي رضي الله عنه مصر كان يتردد إليها، ويصلي بها التراويح في رمضان في مسجدها رضي الله تعالى عنهما.

ولنرجع إلى ما كنا فيه أولا من ذكر أولياء الرجال رضي الله عنهم أجمعين
ومنهم سعدون المجنون
رضي الله تعالى عنه
كان يجن ستة أشهر ويفيق ستة أشهر وكان إذا هاج صعد السطح ونادى بالليل بصوت رفيع يا نيام انتبهوا من رقدة الغفلة قبل انقطاع المهلة فإن الموت يأتيكم بغتة رضي الله عنه.

ومنهم بهلول المجنون
رضي الله تعالى عنه
اجتمع به هارون الرشيد فقال له الرشيد كنت أشتهوي رؤيتك من زمان فقال لكني أنا لم أشتق إليك قط، فقال له عظني فقال بم أعظك هذه قصورهم وهذه قبورهم ثم قال: كيف بك يا أمير المؤمنين إذا أقامك الحق تعالى بين يديه فسألك عن النقير والفتيل. والقطمير وأنت عطشان جيعان عريان، وأهل الموقف ينظرون إليك ويضحكون! فخنقته العبرة وكان بهلول مجاب الدعوة وأمر له الرشيد بصلة فردها عليه، وقال ردها إلى من أخذتها منه قبل أن يطالبك بها أصحابها في الآخرة فلا تجد لهم شيئاً ترضيهم به فبكى الرشيد وكان رضي الله عنه ينشد:
دع الحرص على الدنيا ... وفي العيش، فلا تطمع
ولا تجمع من المال ... فما تدري لمن تجمع
فإن الرزق مقسوم ... وسوء الظن لا ينفع
فقير كل ذي حرص ... غني كل من يقنع

ومنهم أبو علي الفضيل بن عياض
رضي الله تعالى عنه
ابن مسعود بن بشر التميمي ثم اليربوعي خراساني المنشأ من ناحية مرو من قرية تعرف بقندين.
مات بالحرم الشريف سنة سبع وثمانين ومائة رضي الله عنه.
ومن كلامه رضي الله عنه أهل الفضل هم أهل الفضل ما لم يروا فضلهم. وكان يقول من أحب أن يسمع كلامه إذا تكلم فليس بزاهد، وكان يقول: إذا اغتابك عدو فهو أنفع لك من الصديق فإنه كلما اغتابك كان لك حسناته، وكان رضي الله عنه يقول: سيد القبيلة في آخر الزمان منافقها، وهناك يحذر منهم لأنهم داء لا دواء له، وكان رضي الله عنه يقول: فر من الناس غير تارك للجماعة.
وكان رضي الله عنه يقول: ليس هذا زمان فرح إنما هو زمان غموم وكان يقول لكل شيء ديباجة وديباجة القراء ترك الغيبة، وكان يكره لقاء الإخوان مخافة التزين منه ومنهم.
وكان يقول: من فهم معنى القرآن استغنى عن كتابة الحديث، وكان رضي الله عنه يسقي على الدوام وينفق من ذلك على نفسه وعياله. وكان رضي الله عنه يقول: إذ أحب عبداً أكثر غمه في الدنيا، وإذا أبغض عبداً وسع عليه دنياه، وكان يقول لو حلفت أني مراء كان أحب إلي من أن أحلف أني لست بمراء، وكان يقول: لا ينبغي لحامل القرآن أن يكون له حاجة عند أحد من الأمراء والأغنياء إنما ينبغي أن يكون حوائج الخلق إليه هو وكان رضي الله عنه يقول: تباعد من القراء جهدك فإنهم إن أحبوك مدحوك بما ليسر فيك وإن غضبوا شهدوا عليك زوراً وقبل ذلك منهم.
وجلس إليه سفيان بن عيينة فقال له الفضيل: كنتم معاشر العلماء سرجاً للبلاد يستضاء بكم فصرتم ظلمة وكنتم نجوماً يهتدي بكم فصرتم حيرة أما يستحي أحدكم من الله إذا أتى إلى هؤلاء الأمراء وأخذ من مالهم وهو لا يعلم من أين أخذوه، ثم يسند بعد ذلك ظهره إلى محرابه ويقول: حدثني فلان عن فلان فطأطأ سفيان رأسه وقال نستغفر الله ونتوب إليه، وكان يقول: قراء الرحمن أصحاب خشوع وذبول وقراء الدنيا أصحاب عجب وتكبر وازدراء للعامة وكان يقول: الغيبة فاكهة القراء واجتمع
نام کتاب : الطبقات الكبري للشعراني لوافح الانوار في طبقات الاخيار نویسنده : الشَّعْراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست