responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطبقات الكبري للشعراني لوافح الانوار في طبقات الاخيار نویسنده : الشَّعْراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 28
واستطال عليه رجل فتطاول فتغافل عنه. فقال له الرجل: إياك أعني فقال له علي زين العابدين: وعنك إذن أغضي.
وخرج يوماً من المسجد، فلقيه رجل فسبه، وبالغ في سبه فبادرت إليه العبيد والموالي فكفهم عنه. وقال: مهلاً على الرجل، ثم أقبل عليه فقال: ما ستر عنك من أمرنا كثر ألك حاجة نعينك عليها، فاستحى الرجل فألقى إليه خميصته التي عليه، وأمر له بعطاء فوق ألف درهم. فقال الرجل: أشهد أنك من أولاد الرسول عليه الصلاة والسلام.
توفي رضي الله عنه بالبقيع سنة تسع وتسعين، وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وحمل رأسه إلى مصر، ودفنت بالقرب من مجراة الماء إلى القلعة بمصر العتيقة رضي الله تعالى عنه.

ومنهم أبو جعفر محمد الباقر
بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين
قال الثوري رحمه الله تعالى، سمي بالباقر لأنه؛ بقر العلم أي شقه، فعرف أصله وعرف خفيه.
وكان رضي الله عنه يقول: إن الصواعق تصيب المؤمن، وغير المؤمن ولا تصيب الذاكر لله عز وجل.
وكان رضي الله عنه يقول: ما دخل قلب امرئ شيء من الكبر إلا نقص من عقله، مثل ما دخل من ذلك الكبر أو كثر، وكان يحب أبا بكر الصديق رضي الله عنه، ويبالغ في مدحه ويقول: من لم يقل الصديق، فلا صدق الله له قولاً في الدنيا والآخرة، وبلغه عن جماعة من أهل العراق أنهم يبغضون أبا بكر وعمر، ويزعمون أنهم يحبون أهل البيت. فكتب إليهم إني بريء، ممن يبغض أبا بكر وعمر ولو أني وليت لتقربت إلى الله تعالى، بدماء من يكرههما. وكان رضي الله عنه يقول: ما من عبادة أفضل من عفة بطن أو فرج. وكان إذا ضحك قال: اللهم لا تمقتني، وكان يقول: ليس في الدنيا شيء أعون من الإحسان إلى الإخوان، وكان لا يمل قط من مجالستهم، وكان رضي الله عنه يقول: بئس الأخ يرعاك غنياً، ويقطعك فقيراً. وكان رضي الله عنه يقول: اعرف المودة في قلب أخيك بما له من قلبك.
قال الأصمعي رضي الله عنه: ونسل الحسينيين كلهم من قبل زين العابدين فهو أبو الحسينيين كلهم، رضي الله تعالى عنه أجمعين، مات رضي الله عنه سنة سبع عشرة ومائة وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، وأوصى رضي الله عنه، أن يكفن في قميصه الذي كان يصلي فيه، والله أعلم.

ومنهم أبو عبد الله جعفر الصادق
رضي الله عنه ابن محمد الباقر بن زين العابدين
ابن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين: كان رضي الله عنه يقول: أربع لا ينبغي لشريف، أن يأنف منها قيامه من مجلسه لأبيه وخدمته لضيفه، وقيامه على دابته، ولو أن له مائة عبد وخدمته لمن يتعلم منه، وكان رضي الله عنه يقول: لا يتم المعروف إلا بثلاث خصال أن تصغره إذا صنعته، وتستره وتعجله، وذلك لأنك إذا صغرته عظم، وإذا سترته أتممته، وإذا عجلته هنيته،. وكان رضي الله عنه يقول: إذا أقبلت الدنيا على إنسان أعطته محاسن غيره، لماذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه، وكان يقول: إذا بلغك عن أخيك ما تكرهه، فاطلب له من عذر واحد إلى سبعين عذراً، فإن لم تجد له عذراً فقل: لعل له عذراً لا أعرفه.
ودخل عليه الثوري رضي الله عنه فرأى عليه جبة من خز، فقال له: إنكم من بيت نبوة تلبسون هذا؟ فقال: ما تدري أدخل يدك فماذا تحته مسح من شعر خشن، ثم قال: يا ثوري، أرني ما تحت جبتك، فوجد تحتها قميصاً أرق من بياض البيض، فخجل سفيان، ثم قال: يا ثوري لا تكثر الدخول علينا تضرنا ونضرك. ودخل عليه أبو حنيفة رضي الله عنه، فقال يا أبا حنيفة: بلغني أنك تقيس، لا تفعل فإن أول من قاس إبليس، وكان رضي الله عنه يقول: إذا سمعتم عن مسلمة كلمة، فاحملوها على أحسن ما تجدون، حتى لا تجدوا لها محملاً فلوموا أنفسكم، وكان رضي الله عنه يقول: لا تكلوا من يد جاعت ثم شبعت، وقال لرجل من قبيلة: من سيد هذه القبيلة فقال الرجل: أنا فقال: لو كنت سيدهم، ما قلت أنا. وكان يقول: إذا أذنبت فاستغفر فإنما هي خطايا مطوقة في أعناق الرجال. قبل أن يخلقوا وإن الهلاك كل الهلاك الإصرار عليها، وكان رضي الله عنه، إذا احتاج إلى شيء قال: يا رباه أنا محتاج إلى كذا، فما يستتم دعاءه إلا وذلك الشيء بجنبه موضوعاً. توفي رضي الله عنه، بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة، وكان رضي الله عنه، يقول: من استبطأ رزقه؛ فليكثر من الإستغفار، وكان رضي الله عنه، يقول: من أعجب بشيء من أموالهم وأراد بقاءه، فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، وكان يلبس الجبة الغليظة القصيرة من
نام کتاب : الطبقات الكبري للشعراني لوافح الانوار في طبقات الاخيار نویسنده : الشَّعْراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست