responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلوك لمعرفه دول الملوك نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 5  صفحه : 231
الْقَاهِرَة مثلهَا وَلَا بِأَرْض مصر وَالشَّام نظيرها بعد مدرسة السُّلْطَان حسن وَلَا أَكثر مَعْلُوما مِنْهَا بعد خانكاة شيخو. وَله أَيْضا السَّبِيل من الصهريج بقلعة الْجَبَل من أحسن المباني والسبيل تجاه الإيوان بالقلعة والطاحون بالقلعة أَيْضا وجسر الشَّرِيعَة على نهر الْأُرْدُن وَطوله مائَة وَعِشْرُونَ ذِرَاعا فِي عرض عشْرين ذِرَاعا. وجدد خَزَائِن السِّلَاح بالإسكندرية وسور دمنهور بالبحيرة. وَعمر الْجبَال الشرقية بالفيوم وزريبة البرزخ بدمياط وقناة بالقدس. وَبنى بحيرة بِرَأْس وَادي بني سَالم قَرِيبا من الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة. وَكَانَ حازماً مهاباً محباً لأهل الْخَيْر وَالْعلم إِذا أَتَاهُ أحد مِنْهُم قَامَ إِلَيْهِ وَلم يعرف قبله أحد من مُلُوك التّرْك يقوم لفقيه وَقل مَا كَانَ يُمكن قَامَ إِلَيْهِ وَقل مَا كَانَ يُمكن أحد من تَقْبِيل يَدَيْهِ إِلَّا أَنه كَانَ محباً لجمع المَال. وَحدث فِي أَيَّامه تجاهر النَّاس بالبراطيل فَلَا يكَاد أَن يَلِي أحد وَظِيفَة وَلَا عملا إِلَّا بِمَال فترقى للأعمال الجليلة والرتب السّنيَّة الأراذل وَفَسَد بذلك كثير من الْأَحْوَال. وَكَانَ مُولَعا بِتَقْدِيم الأسافل وَحط ذَوي البيوتات وغيَّر مَا كَانَ للنَّاس من التَّرْتِيب وعادى أكَابِر التركمان والعربان بِبِلَاد الشَّام ومصر والحجاز. واشتهر فِي أَيَّامه ثَلَاثَة أَشْيَاء قبيحة: إتْيَان الذكران حَتَّى تشبه البغايا لبوارهن بالغلمان لينفق سوق فسوقهن وَذَلِكَ لاشتهاره بتقريب المماليك الحسان وتهمته وتهمة أمرائه بِعَمَل الْفَاحِشَة فيهم. والتظاهر بالبراطيل الَّتِي يستأديها واقتدى الْوُلَاة بِهِ فِي ذَلِك حَتَّى صَار عرفا غير مُنكر الْبَتَّةَ. وكساد الْأَسْوَاق وَقلة المكاسب لشحه وَقلة عطائه. وَبِالْجُمْلَةِ فمساوئه أَضْعَاف حَسَنَاته. وَلَقَد بِعْت العَبْد الصَّالح جمال الدّين عبد الله السَكسيوي المغربي يخبر أبي - رحمهمَا الله - أَنه رأى فِي مَنَامه أَن قرداً صعد مِنْبَر الْجَامِع الحاكمي وخطب ثمَّ نزل وَدخل الْمِحْرَاب ليُصَلِّي بِالنَّاسِ الْجُمُعَة فثار النَّاس عَلَيْهِ فِي أثْنَاء صلَاته بهم وأخرجوه من الْمِحْرَاب. وَكَانَت هَذِه الرُّؤْيَا فِي أخريات سلطة الْملك الْأَشْرَف شعْبَان ابْن

نام کتاب : السلوك لمعرفه دول الملوك نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 5  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست