responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع نویسنده : الشوكاني    جلد : 2  صفحه : 38
الْكَافِر مُسلما وَأَيْضًا فرق بَين كفر التَّأْوِيل وَكفر التَّصْرِيح على أَنى لَا أثبت كفر التَّأْوِيل كَمَا حققته في غير هَذَا الموطن وَفِي هَذِه الْإِشَارَة كِفَايَة لمن لَهُ هِدَايَة وفي ذنوبنا الَّتِى قد اثقلت ظُهُورنَا لقلوبنا أعظم شغلة وطوبى لمن شغلته عيوبه وَمن حسن إِسْلَام الْمَرْء تَركه مَالا يعنيه فالراحلة الَّتِى قد حملت مَالا تكَاد تنوء بِهِ إِذا وضع عَلَيْهَا زِيَادَة عَلَيْهِ انْقَطع ظهرهَا وَقَعَدت على الطَّرِيق قبل وُصُول الْمنزل وَبلا شك أَن التوئب على ثلب أَعْرَاض الْمَشْكُوك فِي إسلامهم فضلاً عَن الْمَقْطُوع بِإِسْلَامِهِمْ جَرَاءَة غير محمودة فَرُبمَا كذب الظَّن وَبَطل الحَدِيث وتقشعت سحائب الشكوك وتجلت ظلمات الظنون وطاحت الدقائق وحقت الْحَقَائِق وَأَن يَوْمًا يفرّ الْمَرْء من أَبِيه ويشح بِمَا مَعَه من الْحَسَنَات على أحبابه وَذَوِيهِ لحقيق بِأَن يحافظ فِيهِ على الْحَسَنَات وَلَا يَدعهَا يَوْم الْقِيَامَة نهباً بَين قوم قد صَارُوا تَحت أطباق الثرى قبل أَن يخرج إِلَى هَذَا الْعَالم بدهور وَهُوَ غير مَحْمُود على ذَلِك وَلَا مأجور فَهَذَا مَالا يَفْعَله بِنَفسِهِ الْعَاقِل
وَأَشد من ذَلِك أَن ينثر جراب طاعاته وينثل كنَانَة حَسَنَاته على أعدائه غير مشكور بل مقهور وَهَكَذَا يفعل عِنْد الْحُضُور لِلْحسابِ بَين يدي الْجَبَّار بالمغتابين والنمامين والهمازين واللمازين فَإِنَّهُ قد علم بِالضَّرُورَةِ الدِّينِيَّة أَن مظْلمَة الْعرض كمظلمة المَال وَالدَّم وَمُجَرَّد التَّفَاوُت فِي مِقْدَار الْمظْلمَة لَا يُوجب عدم انصاف ذَلِك الشئ المتفاوت أَو بعضه بِكَوْنِهِ مظْلمَة فَكل وَاحِدَة من هَذِه الثَّلَاث مظْلمَة لآدمي وكل مظْلمَة لآدمى لَا تسْقط الا بعفوه ومالم يعف عَنهُ بَاقٍ على فَاعله يوافي عرصات الْقِيَامَة فَقل لي كَيفَ يَرْجُو من ظلم مَيتا بثلب عرضه أَن يعْفُو عَنهُ وَمن ذَاك الذي يعْفُو فِي هَذَا الْموقف وَهُوَ أحْوج

نام کتاب : البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع نویسنده : الشوكاني    جلد : 2  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست