نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 8 صفحه : 92
السنة الثانية بايعوا النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) بيعة العقبة، و هي الأولى، و كانوا اثني عشر رجلا و رجعوا، فانتشر الإسلام، و كثر بالمدينة ثم بايعوا البيعة الثانية و هم اثنان و سبعون رجلا و امرأتان، فكأنّ إسلام حوّاء هذه كان بين الأولى و الثانية و وصية قيس في الثانية، فقتل بين الثانية و الثالثة. و اللَّه أعلم.
و وقع لابن مندة في هذه و التي قبلها و هم، فإنه قال: حوّاء بنت زيد بن السكن الأشهلية امرأة قيس بن الخطيم، يقال لها أم بجيد، ثم ساق حديث أم بجيد المذكورة في التي بعد هذه، و فيه تخليط، فإن أم بجيد اسم والدها زيد بغير ياء قبل الزاي، و جدها السكن، و أما امرأة قيس فاسم والدها يزيد بزيادة الياء، و اسم جدها سنان.
روى حديثها مالك عن زيد بن أسلم، عن أم بجيد الأنصارية، عن جدته، عن النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم)- أنها سمعته يقول: «ردّوا السّائل و لو بظلف محرق»[2]. هكذا أخرجه أحمد في مسندة عن روح بن عبادة بن مالك، و ترجم لها حوّاء جدة عمرو بن معاذ. و رواه أصحاب الموطأ فيه عن مالك عن زيد بلفظ: «يا نساء المؤمنات، لا تحقرنّ إحداكنّ لجارتها و لو بكراع محرق»[3].
و رواه مالك أيضا، عن زيد بن أسلم، عن عمرو بن معاذ، عن جدته حوّاء، عن النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم)، قال: «لا تحقرنّ جارة لجارتها و لو فرسن[4]شاة».
و أخرجه من طريق سعيد المقبري، عن عبد الرحمن بن بجيد الأنصاري، عن جدته مثله.
[2] أخرجه النسائي في السنن 5/ 81، كتاب الزكاة باب 70 رد السائل حديث رقم 2565 و ابن حبان في صحيحه حديث رقم 825، و أحمد في المسند 4/ 70، 5/ 381، 6/ 383، 435، و البخاري في التاريخ الكبير 5/ 263 و ابن عساكر في تاريخه 4/ 455.
[3] أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 714 عن أبي هريرة و لفظه يا نساء المسلمات ... الحديث. كتاب الزكاة (12) باب الحث على الصدقة و لو بالقليل ... (29) حديث رقم (90/ 1030). و أحمد في المسند.
4/ 64، 5/ 377، 6/ 434 و الإمام مالك في الموطأ 931. و أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 24937.
[4] الفرسن: عظم قليل اللّحم، و هو خفّ البعير، كالحافر للدّابة، و قد يستعار للشاة فيقال: فرسن شاة، و الّذي للشّاة هو الظّلف، و النون زائدة، و قيل: أصلية.
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 8 صفحه : 92