نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 8 صفحه : 91
و سبق لها ذكر في ترجمة جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح. و ذكر ابن سعد قصتها مطولة كما ذكرها مصعب و أتمّ منه.
11070- حوّاء بنت يزيد
بن سنان بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل [1] الأنصارية، ذكرها أبو عمر، فقال:
قال مصعب الزبيري: أسلمت، و كانت، تكتم زوجها قيس بن الخطيم الشاعر إسلامها، فلما قدم قيس مكة حين خرجوا يطلبون الحلف من قريش عرض عليه رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) الإسلام، فاستنظره قيس حتى يقدم المدينة، فسأله رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) أن يجتنب زوجته حوّاء بنت يزيد، و أوصاه بها خيرا، و قال له: إنها قد أسلمت، فقبل قيس وصية رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم)، فبلغ ذلك رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) فقال: و في الأديعج.
قال أبو عمر: أنكرت هذه القصة على مصعب، و قال منكرها: إن صاحبها قيس بن شماس. و أما قيس بن الخطيم فقتل قبل الهجرة. و القول عندنا قول مصعب، و قيس بن شماس أسنّ من قيس بن الخطيم، و لم يدرك الإسلام، إنما أدركه ولده ثابت بن قيس.
انتهى.
و قد وافق مصعب العدويّ، فقال: حوّاء بنت يزيد بن سنان بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل زوج قيس بن الخطيم، ولدت له ابنه ثابت بن قيس.
و قال محمّد بن سلّام الجمحيّ صاحب «طبقات الشّعراء»: أسلمت امرأة قيس بن الخطيم، و كان يقال لها حوّاء و كان يصدّها عن الإسلام، و يعبث بها، و هي ساجدة فيقلبها على رأسها، و كان رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) و هو بمكة قبل الهجرة يخبر عن أمر الأنصار، فأخبر بإسلامها و بما تلقى من قيس، فلما كان الموسم أتاه النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) فقال: «إنّ امرأتك قد أسلمت و إنّك تؤذيها، فأحبّ أنّك لا تتعرّض لها».
و سبق إلى ذلك محمّد بن إسحاق، فذكره في «السّيرة النّبويّة» قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة نحو هذا، و زاد: و كان سعد بن معاذ خال حوّاء لأنّ أمها عقرب بنت معاذ، فأسلمت حواء، فحسن إسلامها، و كان زوجها قيس على كفره، فكان يدخل عليها فيراها تصلّي فيأخذ ثيابها فيضعها على رأسها، و يقول: إنك لتدينين دينا لا يدري ما هو؟ و ذكر أنّ النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) أوصاه بها نحو ما تقدم، فهذا كله يقوّي كلام مصعب. و يحمل على أن قيسا قتل في تلك السنة، فإن الأنصار اجتمعوا بالنبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) ثلاث مرات بعقبة مني، ففي الأولى كانوا قليلا جدا، و رجعوا مسلمين يختفون بإسلامهم، فأسلم جماعة من أكرمهم خفية، ثم في