نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 8 صفحه : 465
عمرو [1]، عن محمّد بن عليّ- أن عمر خطب إلى عليّ ابنته أم كلثوم، فذكر له صغرها، فقيل له: إنه ردك فعاوده، فقال له عليّ: أبعث بها إليك، فإن رضيت فهي امرأتك، فأرسل بها إليه، فكشف عن ساقها، فقالت: مه! لو لا أنك أمير المؤمنين للطمت عينيك.
و قال ابن وهب، عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جدّه: تزوّج عمر أم كلثوم على مهر أربعين ألفا. و قال الزّبير: ولدت لعمر ابنيه: زيدا، و رقية، و ماتت أم كلثوم و ولدها في يوم واحد، أصيب زيد في حرب كانت بين بني عديّ، فخرج ليصلح بينهم فشجّه رجل و هو لا يعرفه في الظلمة، فعاش أياما، و كانت أمه مريضة فماتا في يوم واحد.
و ذكر أبو بشر الدّولابيّ في الذّرية الطّاهرة، من طريق أبي إسحاق، عن الحسن بن الحسن بن عليّ، قال: لما تأيّمت أم كلثوم بنت عليّ عن عمر، فدخل عليها أخواها الحسن و الحسين، فقالا لها: إن أردت أن تصيبي بنفسك مالا عظيما لتصيبنّ، فدخل علي فحمد اللَّه و أثنى عليه و قال: أي بنية، إن اللَّه قد جعل أمرك بيدك، فإن أحببت أن تجعليه بيدي.
فقالت: يا أبت، إني امرأة أرغب فيما ترغب فيه النساء، و أحبّ أن أصيب من الدّنيا. فقال:
هذا من عمل هذين، ثم قام يقول: و اللَّه لا أكلّم واحدا منهما أو تفعلين! فأخذا شأنها و سألاها ففعلت، فتزوّجها عوف بن جعفر بن أبي طالب.
و ذكرها الدّار الدّارقطنيّ في كتاب الإخوة أنّ عوفا مات عنها فتزوّجها أخوه محمد، ثم مات عنها فتزوّجها أخوه عبد اللَّه بن جعفر، فماتت عنده.
و ذكر ابن سعد نحوه، و قال في آخره: فكانت تقول: إني لأستحيي من أسماء بنت عميس، مات ولداها عندي، فأتخوّف على الثّالث. قال: فهلكت عنده، و لم تلد لأحد منهم.
و ذكر ابن سعد عن أنس بن عياض، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه- أن عمر خطب أم كلثوم إلى عليّ، فقال: إنما حبست بناتي على بني جعفر، فقال: زوّجنيها، فو اللَّه ما على ظهر الأرض رجل يرصد من كرامتها ما أرصد. قال: قد فعلت، فجاء عمر إلى المهاجرين فقال: رفئوني فرفئوه[2]، فقالوا: بمن تزوّجت؟ قال: بنت عليّ. إن النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) قال: «كلّ نسب و سبب سيقطع يوم القيامة إلّا نسبي و سببي[3]، و كنت قد صاهرت فأحببت هذا أيضا».