نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 8 صفحه : 417
و أتصدّق بها عليك فقبلها. فقالت عائشة: ما في المرأة تهب نفسها لرجل خير. فقالت أم شريك: هي أنا، فنزلت: وَ امْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِ [الأحزاب: 50]. قال الواقديّ: رأيت من عندنا يقول: إن هذه الآية نزلت في أمّ شريك.
نسبها ابن الكلبيّ، فقال: بنت دودان بن عوف بن عمرو بن خالد بن ضباب بن حجير بن معيص بن عامر. و قال غيره: عمرو بن عامر بن رواحة بن حجير. و قال ابن سعد:
اسمها غزية بنت جابر بن حكيم، كان محمد بن عمر يقول: هي من بني معيص بن عامر بن لؤيّ. و كان غيره يقول: هي دوسيّة من الأزد، ثم أسند عن الواقديّ، عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيميّ، عن أبيه، قال: كانت أم شريك من بني عامر بن لؤيّ معيصيّة وهبت نفسها للنّبيّ فلم يقبلها فلم تتزوّج حتى ماتت.
و قال أبو عمر: كانت عند أبي العكر بن سمي بن الحارث الأزديّ ثم الدّوسي، فولدت له شريكا، و قيل: إن اسمها غزيلة، بالتّصغير، و يقال غزيّة بتشديد الياء بدل اللّام، و قيل بفتح أولها. و قال ابن مندة: فاختلف في اسمها فقيل غزيلة. و قال أبو عمر: من زعم أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) نكحها قال: كان ذلك بمكّة. انتهى.
و هو عجيب، فإنّ قصّة الواهبة نفسها إنما كانت بالمدينة، و قد جاء من طرق كثيرة أنها كانت وهبت نفسها للنبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم).
و أخرج أبو نعيم، من طريق محمد بن مروان السّديّ- أحد المتروكين، و أبو موسى من طريق إبراهيم بن يونس، عن زياد، عن بعض أصحابه، عن ابن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، قال: و وقع في قلب أم شريك الإسلام و هي بمكّة، و هي إحدى نساء قريش ثم إحدى بني عامر بن لؤيّ، و كانت تحت أبي العكر الدّوسي، فأسلمت، ثم جعلت تدخل على نساء قريش سرّا فتدعوهن و ترغّبهن في الإسلام حتى ظهر أمرها لأهل مكّة، فأخذوها و قالوا لها: لو لا قومك لفعلنا بك و فعلنا. و لكنا سنردك إليهم.
قالت: فحملوني على بعير ليس تحتي شيء موطأ و لا غيره، ثم تركوني ثلاثا لا يطعموني و لا يسقوني. قالت: فما أتت عليّ ثلاث حتى ما في الأرض شيء أسمعه، فنزلوا