responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 8  صفحه : 405

ابننا عندها إذا نزعتموها من صاحبنا، فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده، و انطلق به بنو عبد الأسد و رهط أبي سلمة.

و حبسني بنو المغيرة عندهم، و انطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة ففرّق بيني و بين زوجي و ابني، فكنت أخرج كلّ غداة و أجلس بالأبطح، فما أزال أبكي حتى أمسى سبعا أو قريبها حتى مرّ بي رجل من بني عمي، فرأى ما في وجهي، فقال لبني المغيرة: ألا تخرجون من هذه المسكينة؟ فرّقتم بينها و بين زوجها و بين ابنها! فقالوا: الحقي بزوجك إن شئت. و ردّ عليّ بنو عبد الأسد عند ذلك ابني، فرحلت بعيري و وضعت ابني في حجري، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة، و ما معي أحد من خلق اللَّه، فكنت أبلّغ من لقيت، حتى إذا كنت بالتّنعيم لقيت عثمان بن طلحة أخا بني عبد الدّار، فقال: أين يا بنت أبي أميّة؟ قلت:

أريد زوجي بالمدينة. فقال: هل معك أحد؟ فقلت: لا، و اللَّه إلا اللَّه و ابني هذا. فقال: و اللَّه ما لك من مترك! فأخذ بخطام البعير، فانطلق معي يقودني، فو اللَّه ما صحبت رجلا من العرب أراه كان أكرم منه إذا نزل المنزل أناخ بي ثم تنحّى إلى شجرة فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرّواح قام إلى بعيري قدّمه و رحله، ثم استأخر عني، و قال: اركبي، فإذ ركبت و استويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه فقادني حتى نزلت، فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بين المدينة، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال: إن زوجك في هذه القرية، و كان أبو سلمة نازلا بها.

و قيل: إنها أوّل امرأة خرجت مهاجرة إلى الحبشة، و أول ظعينة دخلت المدينة.

و يقال: إن ليلى امرأة عامر بن ربيعة شركتها في هذه الأوليّة.

و أخرج النّسائيّ أيضا بسند صحيح عن أم سلمة، قالت: لما انقضت عدة أم سلمة خطبها أبو بكر فلم تتزوّجه، فبعث النبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) يخطبها عليه، فقالت:

أخبر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) أني امرأة غيري، و أني امرأة مصبية، و ليس أحد من أوليائي شاهدا.

فقال: «قل لها: أما قولك غيري فسأدعو اللَّه فتذهب غيرتك. و أمّا قولك: إنّي امرأة مصبية فستكفين صبيانك. و أمّا قولك: ليس أحد من أوليائي شاهدا- فليس أحد من أوليائك شاهد أو غائب يكره ذلك» [1].

فقالت لابنها عمر: قم فزوّج رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، فزوّجه.

و عنده أيضا بسند صحيح، من طريق أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام-


[1] أخرجه أحمد في المسند 6/ 313.

نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 8  صفحه : 405
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست