أخرج الطّبرانيّ من طريق محمد بن إسماعيل الأنصاريّ، عن موسى بن عمران بن أبي أنس، عن جدّته أم أنس- أنها قالت: أتيت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) فقلت:
جعلك اللَّه في الرفيق الأعلى من الجنّة و أنا معك. قال: «أقيمي الصّلاة، فإنّها أفضل الجهاد، و اهجري المعاصي فإنّها أفضل الهجرة، و اذكري اللَّه كثيرا، فإنّه أحبّ الأعمال إلى اللَّه»[3].
و أخرجه الطّبرانيّ أيضا من طريق إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس، حدّثني مربع، عن أم أنس- أنها قالت: يا رسول اللَّه، أوصني، فقال: «اهجريّ المعاصي، فإنّها أفضل الهجرة ...» الحديث.
و فيه: «اذكري اللَّه كثيرا، فإنّك لا تأتين اللَّه بشيء أحبّ إليه من كثرة ذكر اللَّه»[4].
قال أبو موسى: أورد الطّبرانيّ الأول ترجمة مستقلة، و أورد الثّاني في ترجمة أم سليم والدة أنس بن مالك، و كأن هذه ثالثة، كذا قال.
و ليس بظاهر، بل الظّاهر أنهما واحدة غير أم سليم. و قد أفردها أبو عمر عن أم سليم، و لكنه قال: جدّة يونس بن عثمان، و كذا قال البخاريّ في التّاريخ يونس بن عمران بن أبي أنس، عن جدّته، فذكر الحديث باللفظ الأول.