نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 8 صفحه : 311
يعفور، و مع ذلك خصيّ يقال له مأبور، شيخ كبير، كان أخا مارية، و بعث بذلك كلّه مع حاطب بن أبي بلتعة، فعرض حاطب بن أبي بلتعة على مارية الإسلام و رغبها فيه فأسلمت، و أسلمت أختها، و أقام الخصيّ على دينه حتى أسلم بالمدينة بعد في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه على أبيها و آله و سلّم، و كانت مارية بيضاء جميلة، فأنزلها رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) في العالية في المال الّذي صار يقال له سريّة أمّ إبراهيم، و كان يختلف إليها هناك، و كان يطؤها بملك اليمين، و ضرب عليها مع ذلك الحجاب، فحملت منه، و وضعت هناك في ذي الحجة سنة ثمان.
و من طريق عمرة عن عائشة، قالت: ما عزّت عليّ امرأة إلا دون ما عزّت عليّ مارية، و ذلك أنها كانت جميلة جعدة، فأعجب بها رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، و كان أنزلها أول ما قدم بها في بيت لحارثة بن النّعمان، فكانت جارتنا، فكان عامة الليل و النهار عندها حتى فزعنا لها، فجزعت فحوّلها إلى العالية، و كان يختلف إليها، هناك فكان ذلك أشدّ علينا.
و في السّند عن الواقديّ، قال: و قال الواقديّ: كانت مارية ممن حفر كورة الصّفا.
و قال البلاذريّ: كانت أم مارية روميّة، و كانت مارية بيضاء جعدة جميلة.
و أخرج البزّار بسند حسن، عن عبد اللَّه: بن بريدة، عن أبيه، قال أهدى أمير القبط إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) جاريتين و بغلة، فكان يركب البغلة بالمدينة، و اتخذ إحدى الجاريتين لنفسه. و قد تقدم لها ذكر في ترجمة إبراهيم ولدها. و في ترجمة مأبور الخصيّ و في ترجمة صالح.
و قال الواقديّ: حدّثني موسى بن محمّد بن إبراهيم، عن أبيه، قال: كان أبو بكر ينفق على مارية حتى مات، ثم عمر حتى توفيت في خلافته.
قال الواقديّ: ماتت في المحرم سنة ست عشرة، فكان عمر يحشر الناس لشهودها، و صلّى عليها بالبقيع. و قال ابن مندة: ماتت مارية بعد النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) بخمس سنين.