responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 8  صفحه : 300

بالمدينة، قال: فلما رأى عمر أنه قد زال ما كان يخشاه من افتتان الناس به عزم على أن يوليه بعد أن يرجع من الحجّ، فخرج معه خالد بن الوليد، فاستسقى خارجا من المدينة، فقال: احدروني إلى مهاجري، فقدمت به أمه المدينة و مرضته حتى ثقل، فلقي عمر لاق و هو راجع من الحجّ، فقال له: ما الخبر؟ فقال: خالد لما به، فطوى عمر ثلاثا في ليلة فأدركه حين قضى، فرّق عليه و استرجع، فلما جهز بكته البواكي. قيل له: ألا تنهاهن! فقال: و ما على نساء قريش أن تبكين أبا سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة [1]. فلما أخرج بجنازته إذا امرأة محرمة تبكيه و تقول: أنت خير من ألف ألف ... البيت المتقدم، و بعده:

أشجاع فأنت أشجع من ليث‌* * * صهر ابن جهم أبي أشبال‌

أجواد فأنت أجود من سيل‌* * * أتى يستقلّ بين الجبال‌

[الخفيف‌] فقال عمر: من هذه؟ فقيل: أمه. فقال: أمه، و الإله- ثلاثا، و هل قامت النساء عن مثل خالد!.

و هذا و إن كان من رواية أبي حذيفة و هو ضعيف، و كذلك سيف، لكن قد ذكر ابن سعد و هو ثقة عن كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، قال: لما توفي خالد بن الوليد بكت عليه أمّه، فقال عمر: يا أم خالد، أ خالدا أو أجره ترزئين! عزمت عليك إلا تثبت، حتى تسود يداك من الخضاب.

و هذا مسند صحيح، و علق البخاري قول عمر في النّقع و اللقلقة في البكاء على خالد، لكن لم يسمّ أمّه.

و مجموع ذلك يفيد أنها عاشت بعد النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، أ فيظن بها أنها استمرت على الكفر من بعد الفتح إلى أن مات النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)؟ هذا بعيد عادة، بل يبطله ما تقدم أنه لم يبق بالحرمين و لا الطائف أحد في حجة الوداع إلا أسلم و شهدها.

11701- لبابة بنت أبي لبابة الأنصارية [2]

.


[1] النّقع: رفع الصّوت، و نقع الصّوت و استنقع إذا ارتفع، و قيل: أراد بالنقع شق الجيوب، و قيل: أراد به وضع التراب على الرءوس من النقع: الغبار و هو أولى لأنه قرن به اللّقلقة و هي الصوت، فحمل اللفظين على معنيين أولى من حملهما على معنّى واحد. النهاية 5/ 109.

[2] أسد الغابة ت (7254).

نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 8  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست