هاجرت إلى النبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) مع حريث [3] بن حسّان وافد بني بكر بن وائل. روى حديثها عبد اللَّه بن حسّان العنبري عن جدّتيه: صفيّة و دحيبة ابنتي عليبة، و كانتا ربيبتي قيلة، و كانت قيلة جدّة أبيها- أنها قالت: قدمت على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) ... الحديث بطوله، أخرجه الطّبراني مطوّلا.
و أخرج البخاريّ في «الأدب المفرد» طرفا منه، و أبو داود طرفا منه أيضا، و التّرمذيّ من أول المرفوع إلى قوله: يتعاونان، قال: فذكر الحديث بطوله، و قال: لا نعرفه إلا من حديث عبد اللَّه بن حسان.
قال أبو عمر: هو حديث طويل فصيح حسن، و قد شرحه أهل العلم بالغريب.
و قال أبو عليّ بن السّكن. روي عنها حديث طويل فيه كلام فصيح، و ساقه من طريق عن عبد اللَّه بن حسان مختصرا، و قال: لم يروه غير عبد اللَّه بن حسان، و قال فيه: أنّ أم قيلة صفية بنت صيفي أخت أكثم بن صيفي.
قلت:
ساقة الطّبرانيّ و ابن مندة بطوله، و هذا لفظ ابن مندة من طرق ثلاثة، عن عبد اللّه بن حسّان بهذا السند- أنها أخبرتهما أنها كانت تحت حبيب بن أزهر، أحد بني جناب، فولدت النّساء ثم توفي فانتزع بناتها منها ثوب بن أزهر، و هو عمّهنّ، فخرجت تبتغي الصّحبة إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) في أول الإسلام، أي إسلام قومها، فبكت جويرية منهن هي أصغرهنّ حديباء كانت قد أخذتها الفرصة[4]، عليها مسح من صوف، فاحتملتها معها، فبينما هما ترتكان الجمل إذ انتفجت الأرنب، فقالت الحديباء: الفصية[5]،
[4] الفرصة داء يصيب فقار الظهر يؤدي إلى الحدب. النهاية 3/ 432.
[5] أرادت بالفصية الخروج من الضيق إلى السّعة، و الفصية: الاسم من التفصّي أرادت أنها كانت في ضيق و شدة من قبل بناتها فخرجت منه إلى السعة و الرخاء. النهاية 3/ 452.
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 8 صفحه : 288