نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 8 صفحه : 268
سألتماني؟» فقالا: بلى. فقال: «كلمات علّمنيهنّ جبريل، تسبّحان، في دبر كلّ صلاة عشرا، و تحمدان عشرا، و تكبّران عشرا، و إذا أويتما إلى فراشكما فسبّحا ثلاثا و ثلاثين، و احمدا ثلاثا و ثلاثين، و كبّرا أربعا و ثلاثين». قال علي: فو اللَّه ما تركتهنّ منذ علمنيهن.
و قال له ابن الكواء: و لا ليلة صفين؟ فقال: قاتلكم اللَّه يا أهل الطروق! و لا ليلة صفين.
و قال: أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا جرير بن حازم، حدثنا عمرو بن سعيد، قال: كان في علي شدة على فاطمة، فقالت: و اللَّه لأشكونك إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، فانطلقت و انطلق عليّ في أثرها، فكلمته، فقال: «أي بنيّة، اسمعي و استمعي و اعقلي، إنّه لا إمرة لامرأة لا تأتي هوى زوجها و هو ساكت». قال علي: فكففت عما كنت أصنع، و قلت: و اللَّه لا أتي شيئا تكرهينه أبدا.
أخبرنا عبيد اللَّه بن موسى، حدثنا عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: كان بين عليّ و فاطمة كلام، فدخل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، فلم يزل حتى أصلح بينهما، ثم خرج، قال: فقيل له: دخلت و أنت على حال و خرجت و نحن نرى البشر في وجهك! فقال: و ما يمنعني و قد أصلحت بين أحبّ اثنين إلي.
و أخرج الواقديّ بسند له، عن أبي جعفر، قال: دخل العباس على عليّ و فاطمة و هي تقول: أنا أسن منك. فقال العباس: ولدت فاطمة و قريش تبني الكعبة، و ولد علي قبلها بسنوات.
و قال الواقديّ: توفيت فاطمة ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة.
و من طريق عمرة: صلّى العباس على فاطمة، و نزل في حفرتها هو و عليّ و الفضل.
و من طريق علي بن الحسين أنّ عليّا صلّى عليها و دفنها بليل بعد هدأة.
و ذكر عن ابن عباس أنه سأله فأخبره بذلك. و قال الواقديّ: قلت لعبد الرحمن بن أبي الموالي: إن الناس يقولون: إن قبر فاطمة بالبقيع. فقال: ما دفنت إلا في زاوية في دار عقيل، و بين قبرها و بين الطريق سبعة أذرع.