نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 8 صفحه : 222
و هذا مع انقطاعه ضعيف، و قد وجدت لضباعة هذه خبرا آخر، ذكره هشام بن الكلبي في الأنساب عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، قال: كانت ضباعة القشيرية تحت هوذة بن علي الحنفي فمات فورثته من ماله، فخطبها ابن عم لها و خطبها عبد اللَّه بن جدعان، فرغب أبوها في المال فزوّجها من ابن جدعان، و لما حملت إليه تبعها ابن عمها فقال: يا ضباعة، الرجال البخر أحبّ إليك أم الرّجال الذين يطعنون السّور؟ قالت: لا. بل الرّجال الذين يطعنون السّور.
فقدمت على عبد اللَّه بن جدعان، فأقامت عنده، و رغب فيها هشام بن المغيرة، و كان من رجال قريش، فقال لضباعة: أ رضيت لجمالك و هيئتك بهذا الشّيخ اللئيم، سليه الطّلاق حتى أتزوّجك، فسألت ابن جدعان الطلاق- فقال: بلغني أنّ هشاما قد رغب فيك، و لست مطلقا حتى تحلفي لي أنك إن تزوجت أن تنحري مائة ناقة سود الحدق بين إساف و نائلة، و أن تغزلي خيطا يمدّ بين أخشبي مكّة، و أن تطوفي بالبيت عريانة.
فقالت: دعني انظر في أمري، فتركها، فأتاها هشام فأخبرته، فقال: أمّا نحر مائة ناقة فهو أهون علي من ناقة أنحرها عنك. و أما الغزل فأنا آمر نساء بني المغيرة يغزلن لك، و أما طوافك بالبيت عريانة فأنا أسأل قريشا أن يخلو لك البيت ساعة، فسليه الطّلاق، فسألته فطلّقها و حلفت له.
فتزوّجها هشام، فولدت له سلمة، فكان من خيار المسلمين، و وفى لها هشام بما قال. قال ابن عبّاس: فأخبرني المطّلب بن أبي وداعة السهمي، و كان لدة رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، قال: لما أخلت قريش لضباعة البيت خرجت أنا و محمد و نحن غلامان، فاستصغرونا فلم نمنع، فنظرنا إليها لما جاءت، فجعلت تخلع ثوبا ثوبا، و هي تقول:
اليوم يبدو بعضه أو كلّه* * * فما بدا منه فلا أحلّه
[الرجز] حتى نزعت ثيابها، ثم نشرت شعرها فغطّى بطنها، و ظهرها حتى صار في خلخالها، فما استبان من جسدها شيء، و أقبلت تطوف، و هي تقول هذا الشعر.
فلما مات هشام بن المغيرة، و أسلمت هي و هاجرت خطبها النبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) إلى ابنها سلمة، فقال: يا رسول اللَّه، ما عنك مدفع، فأستأمرها؟ قال: «نعم».
فأتاها، فقالت: إنا للَّه! أ في رسول اللَّه تستأمرني؟ أنا أسعى لأن أحشر في أزواجه، ارجع إليه فقل له: نعم قبل أن يبدو له، فرجع سلمة فقال له، فسكت النبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 8 صفحه : 222