نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 8 صفحه : 19
10815- أسماء بنت النعمان بن الحارث
بن شراحيل [1]، و قيل بنت النعمان بن الأسود بن الحارث بن شراحيل الكندية. قال أبو عمر: أجمعوا أنّ رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) تزوّجها، و اختلفوا في قصة فراقها إلى أن قال:
قال قتادة: هي أسماء بنت النعمان، من بني الحارث لما أدخلت عليه دعاها، فقالت: تعال أنت، و أبت أن تجيء. قال قتادة: و قيل إنها قالت له: أعوذ باللَّه منك. فقال: «قد عذت بمعاذ».
و هذا باطل، إنما قالت: هذه امرأة أخرى من بني سليم.
و قال أبو عبيدة: كلتاهما عاذتا باللَّه منه، و قال غيره: المستعيذة امرأة من بني العنبر من سبي ذات الشقوق، و كانت جميلة، فخاف نساؤه أن تغلبهن عليه.
و قال عبد اللَّه بن محمّد بن عقيل الكندية: هي الشقية التي سألت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) أن يفارقها و يردّها إلى قومها، ففعل فردّها مع أبي أسيد.
و قال آخرون: كانت أسماء بنت النعمان الكندية من أجمل النساء، فخاف نساؤه أن تغلبهنّ عليه، فقلن لها: إنّه يحبّ إذا دنا منك أن تقولي أعوذ باللَّه منك، ففعلت، و كانت تسمي نفسها شقية.
و زاد الجرجانيّ: فخلف عليها المهاجر بن أبي أمية المخزومي، ثم قيس بن مكشوح المرادي.
قال أبو عمر: سماها بعضهم أميمة بنت النعمان، و بعضهم أمامة، و الاختلاف في الكندية كثير جدا، و الاضطراب فيها و في صواحبها اللاتي لم يدخل بهنّ كثير.
قلت: و نسبها محمد بن حبيب في فصل النساء اللاتي لم يدخل بهنّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) مثل القول الثاني المذكور أولا، و قال: كانت من أجمل النساء و أشبهن. و ذكر قصة النساء معها و فراقها، و أن المهاجر تزوّجها ثم قيس بن مكشوح، ثم قال: و الجونية امرأة من كندة أيضا أحضرها أبو أسيد الساعدي، فتولّت عائشة و حفصة أمرها، فقالت لها إحداهما: إنه يعجبه إذا دخلت عليه المرأة أن تقول: أعوذ باللَّه منك ... القصة.
قلت:
و الّذي في صحيح البخاريّ في الجونية من طريق الأوزاعي، سألت الزهري: أي أزواج النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) استعاذت منه؟ قال: أخبرني عروة، عن عائشة- أن ابنة الجون لما دخلت على رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) و دنا منها، قالت: أعوذ باللَّه منك. قال: «لقد عذت بعظيم، الحقي بأهلك».