responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 8  صفحه : 177

و كانت ذات جمال بارع، و كان عثمان مشتهرا بالنساء، و كان وضيئا حسنا جميلا أبيض مشربا صفرة جعد الشعر له جمّة أسفل من أذنيه، جذل الساقين، طويل الذراعين، أقنى بيّن القنا، قال عثمان: فلما سمعت ذلك دخلتني حسرة ألّا أكون سبقت إليها، فلم ألبث أن انصرفت إلى منزلي، فأصبت خالتي قاعدة مع أهلي، قال: و أمّه أروى بنت كريز، و أمها البيضاء بنت عبد المطلب، و خالته التي أصابها عند أهله سعدى بنت كرز، و كانت قد طرقت و تكهنت لقومها، قال: فلما رأتني قالت:

أبشر و حيّيت ثلاثا وترا* * * ثمّ ثلاثا و ثلاثا أخرى‌

ثمّ بأخرى كي تتمّ عشرا* * * لقيت خيرا و وقيت شرّا

نكحت و اللَّه حصانا زهرا* * * و أنت بكر و لقيت بكرا

[الرجز] قال: فعجبت من قولها، و قلت: يا خالة ما تقولين؟ فقالت:

عثمان يا عثمان يا عثمان‌* * * لك الجمال و لك الشّأن‌

هذا نبيّ معه البرهان‌* * * أرسله بحقّه الدّيّان‌

و جاءه التّنزيل و الفرقان‌* * * فاتبعه لا تغيا بك الأوثان‌

[الرجز]

فقالت: إن محمد بن عبد اللَّه رسول اللَّه جاء إليه جبرئيل يدعوه إلى اللَّه، مصباحه مصباح، و قوله صلاح، و دينه فلاح، و أمره نجاح، لقرنه نطاح، ذلّت له البطاح، ما ينفع الصياح، لو وقع الرماح، و سلت الصفاح، و مدّت الرماح.

ثم انصرفت، و وقع كلامها في قلبي، و بقيت مفكّرا فيه، و كان لي مجلس من أبي بكر الصديق، فأتيته بعد يوم الاثنين، فأصبته في مجلسه، و لا أحد عنده، فجلست إليه، فرآني متفكرا، فسألني عن أمري- و كان رجلا رقيقا، فأخبرته بما سمعت من خالتي، فقال لي:

ويحك يا عثمان! و اللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحقّ من الباطل، هذه الأوثان التي يعبدها قومك أ ليست حجارة صمّا لا تسمع و لا تبصر، و لا تضر و لا تنفع؟ قلت: بلى، و اللَّه، إنها لكذلك. قال: و اللَّه لقد صدقتك خالتك، هذا محمد بن عبد اللَّه قد بعثه اللَّه برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه و تسمع معه؟ فقلت: نعم، فو اللَّه ما كان بأسرع من أن مرّ رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم)، و معه علي بن أبي طالب يحمل ثوبا لرسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم)، فلما رآه أبو بكر قام إليه فسارّه في أذنه، فجاء رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) فقعد ثم أقبل عليّ فقال: «يا عثمان، أجب اللَّه إلى جنّته، فإنّي رسول اللَّه إليك و إلى جميع خلقه»،

قال: فو اللَّه ما تمالكت حين سمعت‌

نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 8  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست