responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 8  صفحه : 139

قالت: كنت أحمل الطعام إلى أبي و هو مع رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) بالغار، فاستأذنه عثمان في الهجرة، فأذن له في الهجرة إلى الحبشة، فحملت الطعام، فقال لي: «ما فعل عثمان و رقيّة»؟ قلت. قد سارا. فالتفت إلى أبي بكر، فقال: «و الّذي نفسي بيده، إنّه أوّل من هاجر بعد إبراهيم و لوط».

قلت: و في هذا السياق من النكارة أن هجرة عثمان إلى الحبشة كانت حين هجرة النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم)، و هذا باطل، إلا إن كان المراد بالغار غير الّذي كانا فيه لما هاجرا إلى المدينة، و الّذي عليه أهل السير أنّ عثمان رجع مكة من الحبشة مع إلى من رجع، ثم هاجر بأهله إلى المدينة، و مرضت بالمدينة لما خرج النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) إلى بدر، فتخلف عليها عثمان عن بدر، فماتت يوم وصول زيد بن حارثة مبشرا بوقعة بدر. و قيل: و صل لما دفنت.

و روى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: لما ماتت رقية قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم): «لا يدخل القبر رجل قارف» [1]. فلم يدخل عثمان.

قال أبو عمر: هذا خطأ من حماد، إنما كان ذلك في أم كلثوم.

و قد روى ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، قال: تخلف عثمان عن بدر على امرأته رقية، و كانت قد أصابها الحصبة، فماتت، و جاء زيد بشيرا بوقعة بدر، قال: و عثمان على قبر رقية.

و من طريق قتادة عن النضر بن أنس، عن أبيه: خرج عثمان برقية إلى الحبشة مهاجرا، فاحتبس خبرهما، فأتت النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) امرأة فأخبرته أنها رأتهما. فقال النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم): «قبّحهما اللَّه، إنّ عثمان أوّل من هاجر بأهله»- يعني من هذه الأمة.

و ذكر السّراج في تاريخه من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، قال: تخلف عثمان، و أسامة بن زيد، عن بدر، فبينا هم يدفنون رقية سمع عثمان تكبيرا، فقال: يا أسامة، ما هذا؟ فنظروا، فإذا زيد بن حارثة على ناقة رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) الجدعاء بشيرا بقتل المشركين يوم بدر.

11188- رقية مولاة فاطمة

بنت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم).

عمرت حتى جعلها الحسين بن علي مقيمة عند قبر سيدتها فاطمة، لأنه لم يكن بقي‌


[1] يقال: قرف الذنب و اقترفه إذا عمله، و قارف الذنب و غيره إذا داناه و لاصقه، و قرفه بكذا: أي أضافه إليه و اتهمه به، و قارف امرأته إذا جامعها. النهاية. 4/ 45.

نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 8  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست