قال أبو عمر: أخشى أن تكون هي خولة بنت اليمان، لأن إسناد حديثهما واحد.
قلت: لا يلزم من كون الإسناد إليهما واحدا مع اختلاف المتن أن تكونا واحدة، فقد ذكر ابن مندة أنّ امرأة ربعي بن حراش روت عن خولة بنت اليمان، و وصله أبو مسلم الكجي، و أبو نعيم، من طريقه، من رواية أبي عوانة، عن منصور، عن ربعي، عن امرأته، عن أخت حذيفة، قالت: قام فينا رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) فقال: يا معشر النّساء، أما لكنّ في الفضّة ما تحلين به [2] ... الحديث- في الزجر عن التحلي بالذهب.
قال أبو عمر: روى حديثها حفص بن سعيد عن أبيه عنها في تفسير: وَ الضُّحى و ليس إسناد حديثها مما يحتجّ به.
قلت: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، و الطّبرانيّ،
من طريق أبي نعيم، عن حفصة، و لفظه: عن أمها، و كانت خادم رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم)- أن جروا دخل البيت، فدخل تحت السرير، و مكث النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) ثلاثا لا ينزل عليه الوحي، فقال: «يا خولة، ما حدث في بيت رسول اللَّه؟
جبريل لا يأتيني؟» فقلت: و اللَّه ما علمت، فأخذ برده فلبسه، و خرج، فقلت: لو هيأت البيت فكنسته؟ فإذا بجرو ميت، فأخذته فألقيته، فجاء رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) ترعد لحيته، و كان إذا أتاه الوحي أخذته الرعدة، فقال: «يا خولة، دثّريني، فأنزل اللَّه تعالى: وَ الضُّحى وَ اللَّيْلِ إِذا سَجى ...[الضحى 1، 2] السورة.
[2] أخرجه أبو داود في السنن 2/ 494 عن أخت لحذيفة كتاب الخاتم باب ما جاء في الذهب للنساء حديث رقم 4237 و النسائي في السنن 8/ 156، 157 عن أخت لحذيفة كتاب الزينة باب الكراهية للنساء في إظهار الحلي و الذهب (39) حديث رقم 5137، 5138 و أحمد في المسند 5/ 398، 6/ 357 و الدارميّ في السنن 3/ 279، و البيهقي في السنن الكبرى 4/ 141.
[3] أعلام النساء 1/ 329، تجريد أسماء الصحابة 2/ 264.