و لو لا كثرة الباكين حولي* * * على إخوانهم لقتلت نفسي
[الوافر] و من شعرها فيه:
ألا يا صخر إن أبكيت عيني* * * فقد أضحكتني دهرا طويلا
ذكرتك في نساء معولات* * * و كنت أحقّ من أبدى العويلا
دفعت بك الجليل و أنت حيّ* * * و من ذا يدفع الخطب الجليلا
إذا قبح البكاء على قتيل* * * رأيت بكاءك الحسن الجميلا [2]
[الوافر] و يقال إنها دخلت على عائشة و عليها صدار من شعر، فقالت لها: يا خنساء، هذا نهي رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) عنه، فقالت: ما علمت، و لكن هذا له قصة، زوّجني أبي رجلا مبذّرا فأذهب ماله، فأتيت إلى صخر فقسم ماله شطرين، فأعطاني شطرا خيارا، ثم فعل زوجي ذلك مرة أخرى، فقسم أخي ماله شطرين فأعطاني خبرهما، فقالت له امرأته: أما ترضي أن تعطيها النصف حتى تعطيها الخيار، فقال:
و اللَّه لا أمنحها شرارها* * * و هي الّتي أرحض عني عارها
و لو هلكت خرّقت خمارها* * * و اتّخذت من شعر صدارها
[2] تنظر الأبيات في الديوان ص 82، و هذا الشعر قالته الخنساء تبكي أخاها معاوية لمّا قتله بنو مرّة، و زعم أبو عبيدة أنها قالت هذا الشعر في أخيها صخر لما دفن بأرض بني سليم عند جبل عسيب و هو من غرر مراثيها.
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 8 صفحه : 112