responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 8  صفحه : 100

ما صنعته خديجة من تقوية قلب النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) لتلقي ما أنزل اللَّه عليه، فقال لها: «لقد خشيت على نفسي».

فقالت: كلا، و اللَّه لا يخزيك اللَّه أبدا، و ذكرت خصاله الحميدة، و توجهت به إلى ورقة. و هو في الصحيح.

و قد ذكره ابن إسحاق، فقال: و كانت خديجة أول من آمن باللَّه، و رسوله و صدق بما جاء به، فخفف اللَّه بذلك عن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم)، فكان لا يسمع شيئا يكرهه من الرد عليه، فيرجع إليها إلا تثبته و تهوّن عليه أمر الناس.

و عند أبي نعيم في «الدّلائل» بسند ضعيف عن عائشة- أن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) كان جالسا معها إذ رأى شخصا بين السماء و الأرض، فقالت له خديجة: ادن مني، فدنا منها، فقالت:

تراه: قال: «نعم». قالت: أدخل رأسك تحت درعي، ففعل، فقالت: تراه؟ قال: «لا».

قالت: أبشر، هذا ملك، إذا لو كان شيطانا لما استحيا، ثم رآه بأجياد، فنزل إليه و بسط له بساطا، و بحث في الأرض فنبع الماء، فعلمه جبرئيل كيف يتوضأ، فتوضأ و صلّى ركعتين نحو الكعبة و بشره بنبوته و علمه: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ‌ [العلق: 1]، ثم انصرف، فلم يمر على شجر و لا حجر إلا قال: سلام عليك يا رسول اللَّه، فجاء إلى خديجة فأخبرها، فقالت:

أرني كيف أراك، فأراها فتوضأت كما توضأ ثم صلت معه، و قالت: أشهد أنك رسول اللَّه.

قلت: و هذا أصرح ما وقفت عليه في نسبتها إلى الإسلام.

قال ابن سعد: كانت ذكرت لورقة ابن عمها، فلم يقدر، فتزوجها أبو هالة، ثم عتيق بن عائذ، ثم أسند عن الواقدي بسند له عن عائشة، قال: كانت خديجة تكنى أم هند.

و عن حكيم بن حزام أنها كانت أسنّ من النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) بخمس عشرة سنة.

و روى عن المدائنيّ بسند له عن ابن عباس- أن نساء أهل مكة اجتمعن في عيد لهن في الجاهلية، فتمثّل فهن رجل، فلما قرب نادى بأعلى صوته: يا نساء مكة، إنه سيكون في بلدكن نبي يقال له أحمد، فمن استطاع منكن أن تكون زوجا له فلتفعل، فحصبنه إلا خديجة، فإنّها عضت على قوله، و لم تعرض له.

و أسند أيضا عن الواقديّ، من حديث نفيسة أخت يعلى بن أمية، قالت: كانت خديجة ذات شرف و جمال. فذكر قصة إرسالها إلى النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) و خروجه في التجارة لها إلى سوق بصرى، بربح ضعف ما كان غيره يربح، قالت نفيسة: فأرسلتني خديجة إليه دسيسا أعرض عليه نكاحها، فقبل، و تزوجها و هو ابن خمس و عشرين سنة، فولدت له القاسم، و عبد اللَّه، و هو الطيب، و هو الطاهر، سمي بذلك لأنها ولدته في الإسلام و بناته الأربع، و كان من‌

نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 8  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست