نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 7 صفحه : 59
(صلى اللَّه عليه و سلّم): «أجزه لي»[1]. فامتنع، و قال: هذا ما أقاضيك عليه. فقال: «إنّا لم نقض الكتاب بعد». قال: فو اللَّه لا أصالحك على شيء أبدا. فأخذ سهيل بن عمر و أبوه فرجع به، فذكر قصة إسلامه و لحاقه بأبي بصير بساحل البحر، و انضمّ إليهما جماعة لا يدعون لقريش شيئا إلا أخذوه حتى بعثوا إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) يسألونه أن يضمهم إليه.
و أورده البغويّ من طريق عبد الرزاق مطولا، و قد ساقها ابن إسحاق عن الزهري مطولة.
و ثبت ذكره في الصحيح في حديث سهل بن سعد أيضا أنه قال يوم صفّين: أيها الناس، اتهموا رأيكم، لقد رأيتني يوم أبي جندل و لو أستطيع أن أردّ أمر رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) لرددته، يعني في أمر أبي جندل.
و ذكره أهل المغازي فيمن شهد بدرا، و كان أقبل مع المشركين، فانحاز إلى المسلمين، ثم أسر بعد ذلك، و عذّب ليرجع عن دينه، ثم لما كان في فتح مكة؛ كان هو الّذي استأمن لأبيه، ذكر ذلك الواقدي من حديث سهيل؛ قال: لما دخل رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) مكة أغلقت بابي، و أرسلت ابني عبد اللَّه أن اطلب لي جوارا من محمد ... فذكر الحديث في تأمينه إياه.
و استشهد أبو جندل باليمامة و هو ابن ثمان و ثلاثين سنة؛ قاله خليفة و ابن إسحاق و أبو معشر و غيرهم.
ذكره ابن مندة، و أخرج من طريق البلويّ عن عمارة بن زيد، عن عبد اللَّه بن العلاء، عن الزهري: سمعت سعيد بن حبان يذكر عن أبي عنفوانة البارقي: سمعت أبا جنيد بن جندع المازني يقول: قدمت على رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) يوم حنين غداة هوازن .. فذكر الحديث.