نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 7 صفحه : 57
وَ لَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَ نِساءٌ مُؤْمِناتٌ [الفتح: 25].
قلت: و قوله الأنصاري لا يصح؛ لأن الأنصار حينئذ لم يبق منهم من يقاتل المسلمين مع قريش.
و قد أخرج الطّبرانيّ أيضا، من طريق صالح بن جبير، عن أبي جمعة الكناني حديثا؛ فهذا أشبه و يحتمل أن يكون أنصاريا بالحلف،
فقد روينا في الأربعين للنسفي التي وقعت لنا من حديث السلفي متصلة بالسماع من رواية معاوية بن صالح، عن صالح بن جبير؛ قال: قدم علينا أبو جمعة الأنصاري صاحب رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) ببيت المقدس ليصلي فيه، و معنا رجاء بن حيوة يومئذ؛ فلما انصرف خرجنا معه لنشيّعه، فلما أردنا الانصراف قال: إن لكم جائزة و حقا أحدّثكم بحديث سمعته من رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم). قال: قلنا: هات يرحمك اللَّه. قال:
كنا مع رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) و معنا معاذ عاشر عشرة، فقلنا: يا رسول اللَّه، هل من قوم أعظم أجرا منا، آمنا بك، و اتبعناك؟ قال: «ما يمنعكم و رسول اللَّه بين أظهركم، و يأتيكم الوحي من السّماء»؟ الحديث.
و له شاهد من طريق أسيد بن عبد الرحمن عن صالح بن جبير بغير إسناده، أخرجه أحمد و الدارميّ، و صححه الحاكم.
و أخرج حديثه البخاريّ في كتاب «خلق أفعال العباد»، و اختلف فيه على الأوزاعي؛ فقال الأكثر: عنه عن أسيد عن خالد بن دريك، عن ابن محيريز؛ قال: قلت لأبي جمعة، قال: تغدينا مع رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) و معنا أبو عبيدة بن الجراح ... الحديث.
و قال ابن شماسة عن الأوزاعيّ عن أسيد، عن صالح بن محمد: حدثني أبو جمعة، و روى عنه أيضا مولاه و لم يسم، و صالح بن جبير، و عبد اللَّه بن محيريز، و عبد اللَّه بن عوف الرمليّ.
و ذكره البخاريّ في فضل من مات بين السبعين إلى الثمانين. و أغرب ابن حبّان فقال في ثقات التابعين: أبو جمعة حبيب بن سباع روى عن جماعة من الصحابة.