نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 7 صفحه : 42
و هو الّذي توفي عن سبيعة الأسلمية و خطبها أبو السنابل بن بعكك. ذكره ابن جريج و غيره، و هو الصحيح في أن له صحبة. و الأكثر يذكرونه في الصحابة. انتهى.
و عليه مؤاخذات: الأولى أن مالكا أخرج في الموطأ عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن جزم عن أبيه، عن أبي البداح حديثا. و هذا يدل على تأخّر أبي البداح عن عهد النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم)، لأن أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم لم يدرك العصر النبوي؛ و قد روى أيضا عن أبي البداح أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، و ابنه عبد الملك، و غير واحد، و أرّخ جماعة وفاته سنة سبع عشرة و مائة.
و قال الواقديّ: مات سنة عشر و مائة و له أربع و ثمانون سنة؛ فعلى هذا يكون مولده سنة ست و عشرين بعد النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) بخمس عشرة سنة، و هذا كله يدفع أن يكون له صحبة، و يدفع قول ابن مندة: أدرك النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم).
و قد روى ابن عاصم هذا عن أبيه، و حديثه عنه في السنن. روى عنه ابنه عاصم و غيره.
و قال ابن سعد عن الواقديّ: أبو البداح لقب، و كنيته أبو عمرو؛ قال: و كان ثقة قليل الحديث.
قال ابن فتحون: قول أبي عمر توفي عن سبيعة وهم؛ إنما كان أبو البداح زوجا لجمل بنت يسار أخت معقل بن يسار.
قلت: فذكر القصة المتقدمة لأبي البداح في القسم الأول، و هو غير هذا قطعا، فالتبس عليه كما التبس على غيره، و الّذي يظهر من قول من ذكر أن له صحبة ينطبق على أبي البداح الّذي قيل له إنه كان زوج أخت معقل بن يسار، فلعله الّذي قيل له: إنه مات في العصر النبوي، و خلف زوجته حاملا، لكن المعروف أن اسم زوج سبيعة إنما هو سعد بن [175] خولة، و هو الّذي ثبت في الصحيح أنه كان زوج سبيعة، فتوفي عنها، و هي حامل. و اللَّه سبحانه و تعالى أعلم.
: روى عن النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) في التعزير. روى عنه جابر بن عبد اللَّه. أخرج حديثه النسائي؛ قاله أبو عمر مغايرا بينه و بين أبي بردة بن نيار خال البراء بن عازب، و جزم بأنه خال البراء.