نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 7 صفحه : 260
سريره، و قال: أنت قتلت ابن سميّة؟ قال: نعم. قال: كيف صنعت؟ قال: فعلت كذا و كذا حتى قتلته، فقال الحجاج: يا أهل الشام، من سره أن ينظر إلى رجل طويل الباع يوم القيامة فلينظر إلى هذا، ثم سارّه أبو الغادية، فسأله شيئا، فأبى عليه، فقال أبو الغادية: نوطئ لهم الدنيا ثم نسألهم منها فلا يعطوننا، و يزعم أني طويل الباع يوم القيامة، أجل، و اللَّه إن من ضرسه مثل أحد، و فخذه مثل ورقان [1]، و مجلسه ما بين المدينة و الرّبذة لعظيم الباع يوم القيامة.
قلت: و هذا منقطع، و أبو معشر فيه تشيع مع ضعفه، و في هذه الزيادة تشنيع صعب، و الظنّ بالصحابة في تلك الحروب أنهم كانوا فيها متأوّلين، و للمجتهد المخطئ أجر، و إذا ثبت هذا في حق آحاد الناس، فثبوته للصحابة بالطريق الأولى.
: فرّق غير واحد بينه و بين الجهنيّ، و خالفهم ابن سعد، فقال فيمن نزل البصرة من الصحابة: أبو الغادية المزني قاتل عمار. و قال مسلم في الكنى: أبو الغادية المزني يسار بن سبع قاتل عمار له صحبة. و قال النسائي مثله إلا قوله: و له صحبة. و قال ابن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات: أبو الغادية المزني يسار بن سبع يروي المراسيل.
قلت: و تسميته بذلك غلط، إنما هو اسمه الجهنيّ.
و أخرج تمّام في فوائده، من طريق مساور بن شهاب بن مسرور بن سعد بن أبي الغادية، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده سعد، عن أبيه، قال: كان النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) في جماعة من الصحابة فمرّت به جنازة، فسأل عنها، فقالوا: من مزينة، فما جلس مليّا حتى مرت به الثانية، فقال: ممّن؟ قالوا: من مزينة، فما جلس مليا حتى مرت به الثالثة، فقال: ممن؟
قالوا: من مزينة. فقال: «سيري مزينة لا يدرك الدجال منك أحد» ... الحديث.
قال ابن عساكر بعد تخريجه: غريب، لم أكتبه إلا من هذا الوجه، و الراجح أن المزني غير الجهنيّ، لكن من قال: إن المزني هو قاتل عمار فقد وهم.
10373- أبو الغادية:
غير مسمى و لا منسوب.
[1] ورقان: بالفتح ثم الكسر و القاف و آخره نون: بوزن طربان و يروى بسكون الراء و هو جبل أسود بين العرج و الرّويثة على يمين المصعد من المدينة إلى مكة ينصب ماؤه إلى رئم و هو جبل تهامة. انظر: