. روى عنه فرات البهراني- أنه سأل عن أهل النار. و أورده ابن مندة مختصرا، و هو وهم، و إنما هو أبو عامر الأشعري. و قد تقدم الحديث في ترجمة فرات من القسم الثالث.
10354- أبو عامر الثقفي.
روى عنه محمد بن قيس.
ذكره ابن مندة،
و أخرج من طريق الوليد بن مسلم، عن أبي جابر، عن محمد بن قيس، عمن حدثه، حدثني رجل من أصحاب رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) أنه سمع النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) يقول: «الخضرة في النّوم الجنّة، و السّفينة نجاة، و المرأة خير، و الجمل حزن، و اللّبن الفطرة، و أكره الغلّ، و القيد ثبات في الدّين»[2].
قال ابن مندة: كذا رواه دحيم، عن الوليد.
و قال غيره: عن رجل يكنى أبا عامر.
انتهى.
و قد تقدم في ترجمة أبي عامر الثقفي في القسم الأول كذلك، لكن ذلك حديث آخر.
و قد استدركه أبو موسى على ابن مندة. و الحقّ أن أبا عامر الثقفي واحد، و حديث: الخضرة في المنام إنما هو عن رجل منهم.
ذكره أبو موسى متعلقا بما ذكر الدّارقطنيّ في «المؤتلف» بإسناد كوفي ضعيف إلى الأجلح، عن الشعبي، عن ابن عباس، قال: بعثت الأوس أبا قيس بن الأسلت، و أبا عامر والد غسيل الملائكة، و بعثت الخزرج أسعد بن زرارة. و معاذ بن عفراء، فدخلوا المسجد، فإذا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، فكانوا أول من لقي رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) من الأنصار.
و هذه رواية شاذة في أن أبا عامر كان مع الذين قدموا من الأنصار في القدمة الأولى، و على تقدير أن يكون الراويّ حفظ منهم فليس في حكايته ما يدلّ على أنه أسلم، و لم يعدّه أحد فيمن بايع النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) و على تقدير أن يوجد ذلك فكأنه ارتد، فإن مباينته للمسلمين،
[1] تجريد أسماء الصحابة 2/ 182، تهذيب الكمال 3/ 1619.
[2] أورده المتقي الهندي في كنز العمال رقم 41464 و عزاه للحسن بن سفيان عن رجل من الصحابة.