ذكره أبو عمر، فقال: قيل له صحبة، و لا أحفظ له خبرا.
10273- أبو عقيل:
يأتي في أم عقيل.
10274- أبو العكر بن أم شريك:
التي وهبت نفسها للنبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) [2].
قيل: اسمه مسلم بن سلمى، كذا أورده أبو عمر مختصرا. و قوله ابن أم شريك عجيب، و إنما هو زوج أم شريك، و سيأتي بيان ذلك واضحا في ترجمة أم شريك، و كذا قول من قال: إنها أم شريك بنت أبي العكر، و هو في رواية صحيحة، و كأنه انقلب على أبي عمر، لكن يلزم منه أن تكون الترجمة لولد أم شريك، و ليس كذلك، بل هي لزوجها.
و قد أخرج ابن سعد، عن محمد بن عمر الواقدي، عن الوليد بن مسلم، عن منير بن عبد اللَّه الدّوسي، قال: أسلم زوج أم شريك و هي غزية بنت جابر الدوسية من الأزد، و هو أبو العكر، فخرج مهاجرا إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) مع أبي هريرة، و مع دوس حين هاجروا، قالت أم شريك: فجاءني أهل أبي العكر، فقالوا: لعلك على دينه. قلت، إي و اللَّه، إني لعلى دينه. قالوا: لا جرم! و اللَّه لنعذبنك عذابا شديدا. فارتحلوا بنا من دارنا، و نحن كنا بذي الخلصة، و هو من صنعاء، فساروا يريدون منزلا و حملوني على جمل ثقال [3] شرّ ركابهم و أغلظه، يطعموني الخبز بالعسل، و لا يسقوني قطرة من ماء، حتى إذا انتصف النهار، و سخنت الشمس، و نحن قائظون، نزلوا فضربوا أخبيتهم، و تركوني في الشمس حتى ذهب عقلي و سمعي و بصري، فعلوا بي ذلك ثلاثة أيام، فقالوا لي في اليوم الثالث: اتركي ما أنت عليه. قالت: فما دريت ما يقولون إلا الكلمة بعد الكلمة، فأشير بإصبعي إلى السماء بالتوحيد، قالت، فو اللَّه إني لعلى ذلك، و قد بلغني الجهد إذ وجدت برد دلو على صدري، فأخذته فشربت منه نفسا واحدا، ثم انتزع مني، فذهبت انظر فإذا هو معلق بين السماء و الأرض، فلم أقدر عليه، ثم تدلى إلي ثانية فشربت منه نفسا، ثم رفع، فذهبت انظر فإذا هو معلق بين السماء و الأرض، ثم تدلى إلي ثالثة فشربت حتى رويت و أهرقت على رأسي و وجهي و ثيابي، فخرجوا فنظروا فقالوا: من أين لك هذا يا عدوة اللَّه؟ قالت: فقلت لهم:
إن عدو اللَّه غيري من خالف دينه، فأما قولكم من أين لك هذا؟ فهو من عند اللَّه رزقا رزقنيه