: ذكره البخاريّ، و مسلم، و ابن حبّان، و غيرهم في الصحابة.
قيل: اسمه عبد اللَّه بن قدامة،
حكاه ابن عبد البرّ، و أخرج ابن خزيمة في صحيحه، و الحسن بن سفيان في مسندة، من طريق سالم بن نوح، عن الجريريّ، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن أبي صخر- رجل من بني عقيل، و ربما قال عبد اللَّه بن قدامة، قال: قدمت المدينة على عهد رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) بتجارة لي فبعتها، فقلت: لو ألممت برسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم)، فأقبلت نحوه، فتلقّاني في بعض طرق المدينة و هو بين أبي بكر و عمر، فجئت حتى كنت من خلفهم، فمرّ يهودي ناشر التوراة يقرؤها يعزي نفسه على ابن له ثقيل في الموت، قال:
فمال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) و ملت معه. فقال: «يا يهوديّ، أنشدك بالّذي أنزل التّوراة على موسى، و أنشدك بالّذي فلق البحر لبني إسرائيل، فعظّم عليه. هل تجدني و صفتي و مخرجي في كتابك؟ فقال برأسه، أي لا. فقال ابنه- و هو في الموت: و الّذي أنزل التوراة على موسى إنه ليجد صفتك و بعثك و مخرجك في كتابه، و أنا أشهد أن لا إله إلّا اللَّه و أنك رسول اللَّه. فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم): «أقيموا اليهوديّ عن أخيكم»[4]. فوليه رسول اللَّه و غسله و كفّنه و صلى عليه.