نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 7 صفحه : 111
دهرا، و أدرك الإسلام فأسلم. و عامّة ما قال من الشعر في إسلامه، و كان أصاب الطاعون خمسة من أولاده فماتوا في عام واحد و كانوا رجالا و لهم بأس و نجدة، فقال في قصيدته التي أولها:
أمن المنون و ريبها تتوجّع* * * و الدّهر ليس بمعتب من يجزع
[الكامل] و يقول فيها:
و تجلّدي للشّامتين أريهم* * * أنّي لريب الدّهر لا أتضعضع
و إذا المنيّة أنشبت أظفارها* * * ألفيت كلّ تميمة لا تنفع
و النّفس راغبة إذا رغّبتها* * * و إذا تردّ إلى قليل تقنع
[الكامل] و أخرج ابن مندة من طريق البلوي، عن عمارة بن زيد، عن إبراهيم بن سعد: حدثنا أبو الآكام الهذلي عن الهرماس بن صعصعة الهذلي، عن أبي، حدثني أبو ذؤيب الشاعر، قال: قدمت المدينة و لأهلها ضجيج بالبكاء كضجيج الحجيج إذا أهلّوا جميعا بالإحرام.
فقلت: مه؟ فقالوا: قبض رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم).
و ذكر ابن عبد البرّ أنّ ابن إسحاق روى هذا الخبر عن أبي الآكام، و أوّله: بلغنا أنّ رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) عليل، فاستشعرت حربا و بتّ بأطول ليلة لا ينجاب ديجورها [1]، و لا يطلع نورها، حتى إذا كان قرب السحر أغفيت فهتف بي هاتف يقول:
خطب أجلّ أناخ بالإسلام* * * بين النّخيل و معقل الآطام
قضي النّبي محمّد فعيوننا* * * تذري الدّموع عليه بالتّسجام
[الكامل] قال: فوثبت من نومي فزعا، فنظرت إلى السماء فلم أر إلا سعد الذابح، فتفاءلت به ذبحا يقع في العرب، و علمت أنّ النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) قد مات، فركبت ناقتي فسرت ... فذكر قصته، و فيه أنه وجد النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) ميتا و لم يغسل بعد، و قد خلا به أهله، و ذكر شهوده سقيفة بني ساعدة و سماعه خطبة أبي بكر، و ساق قصيدة له رثى بها النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) منها:
كسفت لمصرعه النّجوم و بدرها* * * و تزعزعت آطام بطن الأبطح