responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 6  صفحه : 476

و قد أخرجه البيهقيّ في الدّلائل من هذا الوجه، و قال: هذا منقطع.

قلت: يعضده ما أخرجه الزبير بن بكار: حدثنا عثمان، عن الضحاك بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عروة بن الزبير، قال: كان بلال لجارية من بني جمح، و كانوا يعذبونه برمضاء مكة يلصقون ظهره بالرمضاء لكي يشرك فيقول: أحد، أحد، فيمر به ورقة و هو على تلك الحال، فيقول: أحد أحد يا بلال، و اللَّه لئن قتلتموه لأتخذنه حنانا [1].

و هذا مرسل جيد يدلّ على أن ورقة عاش إلى أن دعا النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) إلى الإسلام حتى أسلم بلال. و الجمع بين هذا و بين حديث عائشة أن يحمل قوله: و لم ينشب ورقة أن توفي، أي قبل أن يشتهر الإسلام، و يؤمر النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) بالجهاد، لكن يعكر على ذلك ما أخرجه محمد بن عائذ في المغازي، من طريق عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس في قصة ابتداء الوحي، و فيها قصة خديجة مع ورقة بنحو حديث عائشة، و في آخرها: لئن كان هو ثم أظهر دعاءه و أنا حي لأبلين اللَّه من نفسي في طاعة رسوله و حسن موازرته، فمات ورقة على نصرانيته، كذا قال، لكن عثمان ضعيف.

قال الزّبير: كان ورقة قد كره عبادة الأوثان، و طلب الدين في الآفاق، و قرأ الكتب، و كانت خديجة تسأله عن أمر النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، فيقول لها: ما أراه إلا نبيّ هذه الأمة الّذي بشر به موسى و عيسى.

و في المغازي الكبير لابن إسحاق، و ساقه الحاكم من طريقه، قال: حدثني عبد الملك بن عبد اللَّه بن أبي سفيان بن العلاء بن حارثة الثقفي، و كان راعيه، قال: قال ورقة بن نوفل فيما كانت خديجة ذكرت له من أمر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم):

يا للرّجال و صرف الدّهر و القدر

[البسيط] الأبيات، و فيها:

هذي خديجة تأتيني لأخبرها* * * و ما لنا بخفيّ الغيب من خبر


[1] الحنان: الرحمة و العطف، و الحنان الرزق و البركة أراد: لأجعلن قبره موضع حنان أي مظنة من رحمة اللَّه فأتمسح به متبركا كما يتمسح بقبور الصالحين الذين قتلوا في سبيل اللَّه من الأمم الماضية فيرجع ذلك عارا عليكم و سبّة عند الناس.

و كان ورقة على دين عيسى (عليه السلام)، و هلك قبيل مبعث النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم)، لأنه قال للنبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم): إن يدركني يومك لأنصرنك نصرا مؤزّرا، و في هذا نظر، فإن بلالا ما عذب إلا بعد أن أسلم. النهاية 1/ 452.

نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 6  صفحه : 476
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست