responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 6  صفحه : 297

قال أبو القاسم: و حدّثنا هشام بن إسحاق و غيره، قال: ثم دعا كاتبا يكتب بالعربيّة، فكتب: لمحمد بن عبد اللَّه من المقوقس. سلام. أما بعد فقد قرأت كتابك ... و ذكر نحو ما ذكر لحاطب، و زاد: و قد أكرمت رسولك، و أهديت إليك بغلة لتركبها، و بجاريتين لهما مكان في القبط، و بكسوة. و السّلام.

و قال أبو القاسم أيضا: حدّثنا هانئ بن المتوكل، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني يزيد بن أبي حبيب- أن المقوقس لما أتاه الكتاب ضمّه إلى صدره، و قال: هذا زمان يخرج فيه النبيّ الّذي نجد نعته في كتاب اللَّه، و إنا نجد من نعته أنه لا يجمع بين أختين، و أنه يقبل الهديّة، و لا يقبل الصّدقة، و أن جلساءه المساكين، ثم دعا رجلا عاقلا ثم لم يدع بمصر أحسن و لا أجمل من مارية و أختها، فبعث بهما إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، و بعث بغلة شهباء، و حمارا أشهب، و ثيابا من قباطي مصر، و عسلا من عسل بنها، و بعث إليه بمال و صدقة، و أمر رسوله أن ينظر من جلساؤه؟ و ينظر إلى ظهره، هل يرى شامة كبيرة ذات شعرات؟

ففعل ذلك، فقدّم الأختين و الدّابتين و العسل و الثّياب، و أعلمه أن ذلك كله هديّة، فقبل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) الهديّة، و لما نظر إلى مارية و أختها أعجبتاه، و كره أن يجمع بينهما، فذكر القصّة، و سيأتي في ترجمة مارية إن شاء اللَّه تعالى.

قال: و كانت البغلة و الحمار أحبّ دوابه إليه، و سمّى البغلة دلدل، و سمى الحمار يعفور، و أعجبه العسل، فدعا في عسل بنها بالبركة، و بقيت تلك الثياب حتى كفّن في بعضها، و كذا قال.

و الصّحيح ما في الصّحيح في حديث عائشة أنه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) كفّن في ثياب يمانية.

و ذكر الواقديّ: حدّثنا محمد بن يعقوب الثقفي، عن أبيه، قال: حدّثنا عبد الملك بن عيسى، و عبد اللَّه بن عبد الرّحمن بن يعلي بن كعب الثقفيان، و غيرهم، كلّ حدّثني بطائفة من الحديث، عن المغيرة بن شعبة، في قصّة خروجهم من الطّائف إلى المقوقس بأنهم لما دخلوا على المقوقس قال لهم: كيف خلصتم إليّ، و محمّد و أصحابه بيني و بينكم؟ قالوا:

لصقنا بالبحر. قال: فكيف صنعتم فيما دعاكم إليه؟ قالوا: ما تبعه منا رجل واحد. قال:

فكيف صنع قومه؟ قالوا: تبعه أحداثهم، و قد لاقاه من خالفه في مواطن كثيرة. قال: فإلى ما ذا يدعو؟ قالوا: إلى أن نعبد اللَّه وحده، و نخلع ما كان يعبد آباؤنا، و يدعو إلى الصّلاة و الزّكاة، و يأمر بصلة الرّحمن، و وفاء العهد، و تحريم الزّنا و الرّبا و الخمر. فقال المقوقس:

نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 6  صفحه : 297
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست