ذكره البغويّ: و الباورديّ، و ابن السكن، و ابن شاهين، و ابن مندة، و غيرهم من الصحابة، و أخرجوا له طريق عكرمة بن عمار، عن طارق بن عبد الرحمن: سمعت عبد اللَّه بن كعب و أخوك محمد بن كعب قعودا عند هذه السارية، السّارية أشار إليها من سواري المسجد، فتذكرنا الرجل يحلف على مال الآخر، فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم): «أيّما رجل حلف على مال أخيه كاذبا ليقتطعه بيمينه فقد برئت منه الذّمة، و وجبت له النّار». فقال محمد بن كعب[2]: يا رسول اللَّه، و إن كان قليلا، فقلّب سواكا كان بين إصبعيه، فقال: «و إن كان سواكا من أراك»[3].
قال أبو نعيم: ذكر كلام محمد بن كعب في هذا الحديث و هم، و قد رواه الوليد بن كثير، عن محمد بن كعب- أنه سمع أخاه عبد اللَّه بن كعب عن أبي أمامة.
قلت: حديث الوليد عند مسلم في صحيحه، و قد وقفت على ما يدلّ أن لكعب بن مالك ولدين اسم كل منهما محمد فقرأت بخط الحافظ جمال الدين المزي في تهذيب الكمال.
روى عن أخيه عبد اللَّه بن كعب، روى عنه الوليد بن كثير، و قال: محمد بن كعب الأكبر مات في حياة النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، و هي فائدة جليلة ترد على أبي نعيم يقوّي بها حديث عكرمة بن عمار، و يستدل بها على أنه حفظ ذكر محمد بن كعب في هذا الحديث، و أنه محمد آخر غير الّذي روى عن عبد اللَّه بن كعب، و يستفاد منه لطيفة، و هي أن عبد اللَّه بن كعب روى عن أخيه محمد بن كعب الأكبر. و روى عنه أخوه محمد بن كعب الأصغر.
: بن المستورد بن عامر بن عديّ بن كعب بن الحارث بن الخزرج الأنصاريّ الأوسيّ.
ذكر ابن القداح أنه ولد على عهد النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، و أنه هو الّذي سماه محمدا، و أنه شهد فتح مكة. و أخرجه ابن شاهين، عن ابن أبي داود، عنه.