نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 6 صفحه : 188
الشّيطان ليغدو برايته مع أوّل من يغدو إلى السّوق».
و هذا موقوف صحيح السّند.
ثم وجدت له حديثا مرفوعا أخرجه ابن مندة من طريق الحارث بن حصيرة، حدثني محمد بن حمير الأزدي، قال: إني لشاهد ميثما حين أخرجه ابن زياد، فقطع يديه و رجليه، فقال: سلوني أحدثكم، فإن خليلي النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) أخبرني أنه سيقطع لساني، فما كان إلّا وشيكا حتى خرج شرطي، فقطع لسانه، ثم ظهر لي أن صاحب الحديث، الثاني آخر مخضرم، و أن قوله في هذه الرواية «خليلي» يريد علي بن أبي طالب، و كان من عادته إذا ذكره أن يصلّي عليه. و سأبين ذلك في القسم الثّاني.
أحد الوفد من عبس الذين مضت أسماؤهم في ترجمة الربيع بن زياد، و شهد ميسرة حجة الوداع، و قال للنّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم): الحمد للَّه الّذي استنقذني به من النّار.
و أخرج الواقدي في كتاب «الردة»، من طريق أسلم مولى عمر، قال: حدّثني ميسرة بن مسروق، قال: قدمت بصدقة قومي طائعين، و ما جاءنا أحد حتى دخلت بها على أبي بكر، فجزاني و قومي خيرا، و عقد لنا، و أوصى بنا خالد بن الوليد، فكان إذا زحف الزحوف أخذ اللّواء، فقاتل به، و شهدنا معه اليمامة، و فتح الشام.
و قال أبو إسماعيل الأزديّ في فتوح الشام: حدّثني يحيى بن هانئ بن عروة المرادي: كان لميسرة بن مسروق صحبة و صلاح. قال: و لما مات قيس عقد النبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) لميسرة بن مسروق، قال: و حدّثني النضر بن صالح، عن سالم بن ربيعة، قال: حمل ميسرة و نحن معه يومئذ في الخيل في وقعة فحل، فضرعت فرسه، فقتل يومئذ جماعة، و أحاطوا بنا إلى أن جاء أصحابنا فانقشعوا عنا. ثم شهد فتح حمص و اليرموك، فأراد أن يبارز روميّا، فقال له خالد: إنّ هذا شابّ، و أنت شيخ كبير، و ما أحبّ أن تخرج إليه فقف في كتيبته، فإنه حسن البلاء، عظيم الغناء.
و قال ابن الأعرابيّ في نوادره: حدّثت عن الواقدي أنّ ميسرة بن مسروق أول من أطلع درب الروم من المسلمين.