روى أبو موسى، من طريق معاوية بن سليم، عن هشام بن محمد، عن أبيه محمد بن السائب الكلبي، قال: عاش عبيد بن شريّة الجرهميّ مائتين و أربعين سنة، و قيل ثلاثمائة سنة، و أسلّم، و وفد على معاوية فقال: أخبرني بأعجب ما رأيت. قال: انتهيت إلى قوم يدفنون ميتا ... فذكر قصة، و فيها الشعر المشهور:
يبكي الغريب عليه ليس يعرفه* * * و ذو قرابته في الحيّ مسرور
[البسيط] و أخرجها أبو موسى من طريق عمران بن سعيد القرشي، عن أبيه- أنّ معاوية أتى بعمير بن شريّة، و قد أتت عليه عشرون و مائتا سنة .. فذكره نحوه. و فيه الشعر، فلعل قوله في هذه الرواية عمير تصحيف سمعي. فإن المشهور عبيد.
و قد ذكر الرّشاطيّ عن الهمدانيّ أن معاوية كان مستشرفا لأخبار حمير، فقال له عمرو بن العاص: أين أنت عن عبيد بن شريّة، فإنه أعلم من بقي بأخبارهم و أنسابهم.
فكتب إليه يأخذ منه الأخبار، فألفها كتابا، و قد زيد فيه و نقص، فلا يؤخذ منه نسختان مستويتان.
و ذكر محمّد بن إسحاق النّديم في «الفهرست» أنه روى عن زيد بن الكيس و عن أبيه الكيس.