نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 5 صفحه : 559
و سلم مرجعه من تبوك، و عليهم مقطعات الحبرات و العمائم العدنية على الرواحل المهرية، و مالك بن نمط يرتجز بين يدي رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) يقول:
إليك جاوزن سواد الرّيف* * * في هبوات الصّيف و الخريف
فكتب لهم كتابا و أقطعهم فيه ما سألوه، و أمّر عليهم مالك بن نمط، و استعمله على من أسلم من قومه، و أمره بقتال ثقيف، فكان لا يخرج لهم سرح إلا أغار عليه، قال: و كان مالك بن نمط شاعرا محسنا، و هو القائل:
ذكرت رسول اللَّه في فحمة الدّجى* * * و نحن [2]بأعلى رحرحان [3]و صلدد [4]
حلفت بربّ الرّاقصات إلى منى* * * صوادر بالرّكبان من هضب قردد
بأنّ رسول اللَّه فينا مصدّق* * * رسول أتى من عند ذي العرش مهتد
و ما حملت من ناقة فوق رحلها* * * أشدّ على أعدائه من محمّد
و أعطى إذا ما طالب العرف [5] جاءه* * * و أمضى بحدّ المشرفيّ المهنّد [6]
[الطويل] قلت: و سيأتي في ترجمة نمط بن قيس بن مالك أنه الوافد. و قيل أبوه قيس بن مالك، و الّذي يجمع الأقوال أنهم وفدوا جميعا، فقد ذكر الحسن بن يعقوب الهمدانيّ في كتاب نسب [7] همدان في هذه قصة أنهم كانوا مائة و عشرين نفسا، ذكره الرّشاطي [8] عنه.
[1] ينظر البيتان في أسد الغابة ت (4651) و الاستيعاب ت (2328).
[3] رحرحان: بفتح أوله و سكون ثانيه و تكرير الراء و الحاء المهملة و آخره نون جبل قريب من عكاظ خلف عرفات و قيل لغطفان كان فيه يومان للعرب أشهرهما الثاني لبني عامر بن صعصعة على بني تميم. انظر: