نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 5 صفحه : 51
ولد على عهد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، و كان أبوه ممن نخس بزينب بنت النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) لما توجّهت إلى المدينة، و مات أبوه قبيل الفتح. ذكر ذلك الزّبير بن بكّار. و كان عمرو بن العاص خال عقبة [1]و شهد فتح مصر و اختطّ بها، ثم ولاه يزيد بن معاوية إمرة المغرب، و هو الّذي بنى القيروان.
قال ابن يونس: يقال له صحبة، و لا يصح.
و أبوه كان مع هبار بن الأسود لما نخس [2]بزينب فيما روى، و روي أنهما اللذان عنى (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) بقوله: إن لقيتموهما فحرقوهما.
و روى الواقديّ من طريق أبي الخير اليزني، قال: لما فتحت مصر بعث إلى القرى عقبة بن نافع فدخلت خيولهم النوبة، و استأذن عمر في غزو المغرب، و أنه ولّى عقبة بن نافع فلم يأذن له، ثم أذن عثمان لعبد اللَّه بن سعد فأغزى عقبة، فافتتح إفريقية و اختطّ قيروانها.
و روى خليفة بإسناد حسن أنّ عقبة لما افتتح إفريقية وقف على القيروان فقال: يا أهل هذا الوادي، إنا حالّون فيه إن شاء اللَّه، فاظعنوا ثلاث مرات قال: فما نرى حجرا و لا شجرا إلا يخرج من تحته دابّة حتى هبطن بطن الوادي، ثم قال: انزلوا باسم اللَّه.
و روى يعقوب بن سفيان من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، قال: قدم عقبة بن نافع على عثمان بفتح إفريقية، بعثه عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح.
و من طريق بحير بن ذاخر، قال: كنت عند عبد اللَّه بن عمرو، فدخل عليه عقبة بن نافع، فقال: ما أقدمك؟ فإنّي كنت أعلم أنك تحبّ الإمارة. فقال: إن يزيد بن معاوية عقد لي على جيش إلى إفريقية، فقال: إياك أن تكون لعبة لأهل مصر، فإنّي لم أزل أسمع أنه سيخرج رجل من قريش في هذا الوجه فيهلك. قال: فقدم فقتل هو و أصحابه، و ذلك سنة ثلاث و ستين، قتلهم البرابرة.
و من ولده بمصر و الشام و إفريقية بقية.
قال ابن يونس: و روى ابن مندة من طريق خالد بن يزيد، عن عمارة بن سعد، عن عقبة بن نافع الفهري و كان قد استشهد بإفريقية، أنه أوصى ولده فقال: لا تقبلوا الحديث عن رسول اللَّه إلا من ثقة [3]، و إن لبستم العباء، و لا تكتبوا ما يشغلكم عن القرآن.