responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 5  صفحه : 502

قلت: و لم يتعين ما قال، بل فيه دلالة على أنه كان يؤمن بالبعث مثل غيره من عقلاء الجاهلية كقسّ بن ساعدة، و زيد بن عمرو، و كيف يخفى على أبي عمر أنه قالها قبل أن يسلم مع القصة المشهورة في السير لعثمان بن مظعون مع لبيد لما أنشد قريشا هذه القصيدة بعينها، فلما قال: ألا كلّ شي‌ء ... قال له عثمان: صدقت، فلما قال: و كلّ نعيم لا محالة زائل- قال له عثمان: كذبت، نعيم الجنة لا يزول، فغضب لبيد، و كادت قريش تضرب سيفهم على وجهه، إنما كان هذا قبل أن يسلم لبيد.

نعم، و يحتمل أن يكون زاد هذا البيت بخصوصه بعد أن أسلم، و يكون مراد من قال:

إنه لم ينظم شعرا منذ أسلم، يريد شعرا كاملا لا تكميلا لقصيدة سبق نظمه لها. و باللَّه التوفيق.

و قال أبو حاتم السّجستاني في المعمرين. عن أشياخه، قالوا: عاش لبيد مائة و عشرين سنة، و أدرك الإسلام فأسلم، قال: و سمعت الأصمعي يقول: كتب معاوية إلى زياد أن أجعل أعطيات الناس في ألفين، و كان عطاء لبيد ألفين، و خمسمائة، فقال له زياد: أبا عقيل، هذان الخراجان، فما بال هذه العلاوة؟ قال: الحق الخراجين بالعلاوة، فإنك لا تلبث إلا قليلا حتى يصير لك الخراجان و العلاوة، قال: فأكملها له زياد و لم يكملها لغيره، فلما أخذ لبيد عطاء آخر حتى مات.

و حكى الرّياشيّ، و هو في ديوان شعره، من غير رواية أبي سعيد السكري، قال: لما اشتد الجدب على مضر بدعوة النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) وفد عليه وفد قيس، و فيهم لبيد فأنشده:

أتيناك يا خير البريّة كلّها* * * لترحمنا ممّا لقينا من الأزل‌

أتيناك و العذراء تدمى لبانها* * * و قد ذهلت أمّ الصّبيّ عن الطّفل‌

فإن تدع بالسّقيا و بالعفو ترسل‌* * * السّماء و الأمر يبقى على الأصل‌

و ألقى تكنّيه الشّجاع استكانة* * * من الجوع صمتا لا يمرّ و لا يحلي‌

[الطويل‌] و في الصحيحين، عن أبي هريرة- مرفوعا: أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد:

[الطويل‌]

ألا كلّ شي‌ء ما خلا اللَّه باطل‌

نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 5  صفحه : 502
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست