نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 5 صفحه : 436
(مصغرا، ابن) [1] عبد نهم بن حليل بن حبشية بن سلول الخزاعي.
و يقال: كرز بن حبيش، حكاه ابن السكن تبعا للبخاريّ، و قال: له صحبة.
قال ابن السّكن: أسلم يوم الفتح، و عمّر طويلا، و عمي في آخر عمره، و كان ممّن جدّد أنصاب الحرم في زمن معاوية.
و قال البغويّ: حدثني عمي عن أبي عبيدة، قال: كرز بن علقمة خزاعيّ من بني عبد نهم، هو الّذي قفا أثر النبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) و أبي بكر حين دخلا الغار، و هو الّذي أعاد معالم الحرم في زمن معاوية، فهي إلى اليوم.
و ذكر ابن الكلبيّ هذه القصة، فقال: عمي على الناس بعض أعلام الحرم، و كتب مروان إلى معاوية بذلك، فكتب إليه إن كان كرز حيّا فسله أن يقيمك على معالم الحرم، ففعل، قال: و هو الّذي وضع للناس معالم الحرم في زمن معاوية، و هي هذه المنار التي بمكة إلى اليوم.
و قال البغويّ: سكن المدينة و قال ابن شاهين: كان ينزل عسقلان [2] و ذكر أبو سعد في شرف المصطفى أن المشركين كانوا استأجروه لما خرج النبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) [3] مهاجرا، فقفى أثره حتى انتهى إلى غار ثور، فرأى نسج العنكبوت على باب الغار فقال:
إلى هاهنا انتهى أثره، ثم لا أدري أخذ يمينا أو شمالا أو صعد الجبل، و هو الّذي قال حين نظر إلى أثر قدم النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم): هذا القدم من تلك القدم التي في المقام.
و قال الأوزاعيّ عن عبد الواحد بن قيس، عن عروة بن الزبير، قال حدثنا كرز بن علقمة الخزاعي، قال: أتى أعرابيّ إلى النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، فقال: يا رسول اللَّه، هل للإسلام من منتهى؟ قال: «نعم، فمن أراد اللَّه به خيرا من عرب أو عجم أدخله عليه، ثمّ تقع فتن كالظّلل يضرب بعضكم رقاب بعض، فأفضل النّاس يومئذ معتزل في شعب من الشّعاب يعبد ربّه، و يدع النّاس من شرّه».