نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 5 صفحه : 355
و سلم إلى حيّ من أحياء العرب يقال لهم حي ذوي الأضغان بشيء ليقسم في فقرائهم، فكان فيهم شيخ أسن يقال له قيس بن الربيع، فأعطوه شيئا قليلا، فغضب فهجا، ثم جاء إلى النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) معتذرا، فأنشده:
حيّ ذوي الأضغان تسب قلوبهم* * * تحيّتك الحسنى و قد يدفع النّغل [1]
فإنّ الّذي يؤذيك منه سماعه* * * و إنّ الّذي قالوا وراءك لم يقل [2]
[الطويل]
قال: فطاب قلب النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) لحسن اعتذاره، و قال له: «يا قيس، لم تقل» و أقبل على أصحابه فقال: «من لم يقبل من متنصّل عذرا صادقا أو كاذبا لم يرد عليّ الحوض».
قال ابن الأثير: من أغرب ما فيه أنه جعل حي ذوي الأضغان اسم قبيلة، و معنى البيت ظاهر لا يحتاج إلى شرح.
قلت: هذا القدر هو المذكور من الخبر، و هو قوله: يقال لهم حيّ بني الأضغان، و إنما هذه الجملة من كلام الشيخ ناظم الأبيات، فأمر من وقع منه أمر يوجب أن يحقد عليه أن يسلّم على من يخشى منه ذلك، و يحييه بالتحية الحسنى، يزول ذلك. و أما أصل القصة فمحتمل.
و قد ذكر صاحب الجد و الهزل، و هو جعفر بن شاذان- أن عامر بن الأزور أخا ضرار بن الأزور لما قدم على النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) استنشده، فأنشده هذه الأبيات.
و ذكر أهل السّير في وفد بن أسد بني خزيمة أنّ حضرمي بن عامر أنشد النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) هذه الأبيات، و بين البيتين المذكورين أولا:
و إن دحسوا [3]بالكره فاعف تكرّما* * * و إن كتموا عنك الحديث فلا تسل
[الطويل] و أنشدها المرزباني للعلاء بن الحضرميّ، و زاد
أنّ النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) قال لما سمعه: «إنّ من البيان لسحرا».