نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 5 صفحه : 271
ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب له، فقال: قدم فدفد بن خنافة البكري على أبي سفيان بمكة، و كان فدفد فاتك بني بكر، فاتّفق مع أبي سفيان على قتل النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) بعشرين ناقة، و دفع إليه خنجرا مسموما، قال فدفد: خرجت من عند أبي سفيان و أنا نشوان. فلما صحوت فكّرت في عظيم ما أقدمت عليه، فسرت حتى إذا كنت بالرّوحاء في ليلة مظلمة ما أرى موضع أخفاف الناقة، فلاح لي و ميض البرق، و إذا بهاتف من جوف الوادي يقول:
رسول أتى من عند ذي العرش صادقا* * * على طرق الخيرات للنّاس واقف
[الطويل] فظننته بعض السيارة، و قصدت الصوت، فلما بلغت موضعه تسمعت فلا حسّ، فقفّ شعري، و علمت أنه بعض الجنّ، فأنشأت أقول:
لك الخير قد أسمعتني قول هاتف* * * و نبّهت حوسا قلبه غير خائف
[الطويل] فأجابني و كأنه تحت ناقتي:
لحا اللَّه أقواما أرادوا محمّدا* * * بسوء و لا أسقاهم صوب ماطر
عكوفا على الأوثان لا يتركونها* * * و قد أمّ دين اللَّه أهل البصائر
[الطويل] فمضيت لوجهي، و فيّ ما سمعت،
فأصبت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) في بني عبد الأشهل يتحدّث، و قد أخبرهم عن كل ما اتفق، و قال: سيطلع عليكم الآن، فلا تهيجوه، و كنت لا أعرفه، فقلت لصبي: أين هو محمد القرشي الّذي قدم عليكم؟ فنظر إليّ متكرّها، و قال: ويلك! ثكلتك أمك! لو لا أنك غريب جاهل لأمرت بقتلك! ألا تقول: أين رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)؟ هو ذاك عند النخلة العوجاء عند أصحابه، فائته فإنك إذا رأيته أكبرته، و شهدت بتصديقه، و علمت أنك لم تر قبله مثله،
قال: فنزلت عن راحلتي، ثم أتيته، فأخبرني بما اتفق لي مع أبي سفيان و مع الهاتف، ثم دعاني إلى الإسلام فأسلمت، و هو القائل:
ألا أبلغا صخر بن حرب رسالة* * * بأنّي رأيت الحقّ عند ابن هاشم
رأيت امرأ يدعو إلى البرّ و التّقي* * * عليما بأحكام الهدى غير ظالم
فأخبرني بالغيب عمّا رأيته* * * و أسررته من معشر في مكاتم
[الطويل]
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 5 صفحه : 271