ذكره ابن الكلبيّ في التّفسير، عن أبي صالح، عن ابن عباس، في المؤلفة و قد صحف اسم أبيه، و إنما هو العلاء بن جارية، بالجيم و التحتانية. و قد مضى على الصواب.
ذكره أبو أحمد العسكريّ في بني أسد بن خزيمة في الصحابة، و أشار ابن الأثير إلى ذلك في موضعين: أحدهما أنه أسدي بسكون السين من الأزد و السين مبدلة من الزاي، و الثاني أنه تابعي،
فإنه أورد له من طريق محمد بن بكر، عن ابن جريج- أن علباء الأسدي أخبره أن النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبّر ثلاثا ... الحديث.
قلت: و فات ابن الأثير ذكر وهم ثالث، و هو تصحيف اسمه، و إنما هو علي، و إنما تثبت الألف لكون الاسم وقع بعد أن، و عليّ الأزدي هذا هو علي بن عبد اللَّه البارقي، مشهور في التابعين، معروف بروايته لهذا الحديث عن ابن عمر. أخرجه مسلم، و ابن خزيمة، و أبو داود، و النسائي، و أحمد، و ابن حبان، من رواية ابن جريج، عن أبي الزبير، عن علي البارقي، عن ابن عمر به. و أخرجه أحمد أيضا، و الحاكم، و الدارميّ، و ابن حبان أيضا، من طريق حماد بن سلمة، عن أبي الزبير كذلك. فاستيقظ ابن الأثير لتحريف النسب، و لم يستيقظ لكون الحديث مرسلا، و الراويّ تابعي لا صحابي، و لا يكون اسمه تصحّف، و مشى ذلك على الذهبي فلم ينبه على صوابه.
و قد أخرج ابن عدي في الكامل هذا الحديث في ترجمة علي بن عبد اللَّه البارقي، و وقع في سياقه عن أبي الزبير أن عليّا الأزدي أخبره أن ابن عمر علمه ... فذكر الحديث.
و العجب من العسكري حيث صنّف في التصحيف كتابين أكثر فيهما التشنيع على المحدثين و على الأدباء، ثم تبع في هذا التصحيف. نسأل اللَّه التوفيق.