هكذا يأتي في الروايات، و هكذا ترجمه بعضهم. و قال يحيى بن معين، هو عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن سابط، نسب لجده، و كذا ذكره البخاري، و ابن أبي حاتم، و ابن حبان، و جماعة في عبد الرحمن بن عبد اللَّه، و قيل هو عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن سابط و قد تقدمت ترجمة جده سابط بن أبي حميضة و ترجمة أبيه عبد اللَّه بن سابط في القسم الأول، و أما هو فتابعيّ كثير الإرسال، و يقال: لا يصح له سماع من صحابي، أرسل عن النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) كثيرا و عن معاذ، و عمر، و عباس بن أبي ربيعة، و سعد بن أبي وقاص، و العباس بن عبد المطلب، و أبي ثعلبة، فيقال: إنه لم يدرك أحدا منهم. قال الدّوريّ: سئل ابن معين: هل سمع من سعد؟ فقال: لا. قيل: من أبي أمامة؟ قال: لا. قيل: من جابر؟ قال: لا.
قلت: و قد أدرك هذين، و له رواية أيضا عن ابن عباس، و عائشة، و عن بعض التابعين.
و قد ذكره أبو موسى في «ذيل الصحابة»، و قال: ذكره الترمذي، ثم ساق ما أخرجه الترمذي من رواية الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن عبد الرحمن بن سابط، عن النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) في صفة الجنة.
قلت: و إنما أخرج الترمذي هذا عقيب رواية المسعودي، عن علقمة، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه- أن رجلا سأل النبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم): هل في الجنة من خيل؟
الحديث. ثم ساق رواية عبد الرحمن بن سابط، و قال فيها: إن النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) ... بمعناه.
قال التّرمذيّ: هذا أصح من حديث المسعودي يريد على قاعدتهم أنّ طريق المرسل إذا كانت أقوى من طريق المتصل رجّح المرسل على الموصول، و ليس في سياق الترمذي ما يقتضي أنّ عبد الرحمن صحابي، بل فيه ما يدلّ على الإرسال.