responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 4  صفحه : 604

و قدم‌ [1] عمير المدينة، فنزل باب المسجد، و عقل راحلته، و أخذ السيف، و عمد إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم)، فنظر إليه عمر و هو في نفر من الأنصار، ففزع و دخل إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) فقال: يا رسول اللَّه، لا تأمنه على شي‌ء. فقال: «أدخله عليّ»، فخرج عمر فأمر أصحابه أن يدخلوا إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) و يحترسوا [2] من عمير.

و أقبل عمر و عمير حتى دخلا على رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) و مع عمير سيفه، فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) لعمر: «تأخّر عنه». فلما دنا عمير قال: انعموا صباحا- و هي تحية الجاهلية، فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم): «قد أكرمنا اللَّه عن تحيّتك، و جعل تحيّتنا تحيّة أهل الجنّة و هو [3] السّلام». فقال عمير: إن عهدك بها لحديث. فقال: «ما أقدمك يا عمير»؟ قال: قدمت على أسيري عندكم، تفادونا في أسرانا، فإنكم العشيرة و الأهل. فقال: «ما بال السّيف في عنقك»؟

فقال: قبحها اللَّه من سيوف! و هل أغنت عنا شيئا؟ إنما نسيته في عنقي حين نزلت. فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم): «اصدقني، ما أقدمك يا عمير»؟ قال: ما قدمت [إلا في طلب أسيري‌] [4].

قال: «فما ذا شرطت لصفوان في الحجر»؟ ففزع عمير، و قال: ما ذا شرطت له؟ قال:

«تحمّلت له بقتلي على أن يعول أولادك‌ [5] و يقضي دينك، و اللَّه حائل بينك و بين ذلك».

فقال عمير: أشهد أنك رسول اللَّه، و أشهد أن لا إله إلا اللَّه، كنّا يا رسول اللَّه نكذّبك بالوحي و بما يأتيك من‌ [6] السماء، و إن هذا الحديث كان بيني و بين صفوان في الحجر كما قلت، لم يطلع عليه أحد، فأخبرك اللَّه به، فالحمد للَّه الّذي ساقني هذا المساق.

ففرح به المسلمون، و قال له رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم): «اجلس يا عمير نواسك». و قال لأصحابه: «علّموا أخاكم القرآن».

و أطلق له أسيره. فقال عمير: ائذن لي يا رسول اللَّه، فألحق بقريش، فأدعوهم إلى اللَّه و إلى الإسلام، لعل اللَّه أن يهديهم. فأذن له فلحق بمكة. و جعل صفوان يقول لقريش: أبشروا بفتح ينسيكم وقعة بدر. و جعل يسأل كلّ راكب قدم من المدينة: هل كان بها من حدث؟ حتى قدم عليهم رجل، فقال لهم: قد أسلم عمير، فلعنه المشركون، و قال صفوان: للَّه عليّ ألّا أكلمه أبدا، و لا أنفعه‌ [7] بشي‌ء.

ثم قدم عمير، فدعاهم إلى الإسلام و نصحهم بجهده، فأسلم بسببه بشر كثير.

و هكذا ذكره أبو الأسود عن عروة مرسلا، و أورده ابن إسحاق في المغازي عن محمد بن جعفر بن الزبير مرسلا أيضا.


[1] في د: فقدم.

[2] في د: يحرسوه.

[3] في د: و هي.

[4] في د: إلا لذلك.

[5] في د: عيالك.

[6] في د: خبر.

[7] في د: و لا أنفق عليه.

نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 4  صفحه : 604
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست