نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 4 صفحه : 148
و لقد بعث النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) و عنده أربعون ألفا فكان يعتق منها و يعول المسلمين حتى قدم المدينة بخمسة آلاف، و كان يفعل فيها كذلك. و أخرجه ابن الأعرابي في «الزهد» بسند آخر إلى ابن عمر نحوه.
و أخرج الدار الدّارقطنيّ في «الأفراد» من طريق أبي إسحاق عن أبي يحيى قال: لا أحصي كم سمعت عليا يقول على المنبر: إن اللَّه عز و جل سمّى أبا بكر على لسان نبيه (صلى اللَّه عليه و سلّم) صدّيقا.
و مناقب أبي بكر رضى اللَّه عنه كثيرة جدّا، و قد أفرده جماعة بالتصنيف، و ترجمته في تاريخ ابن عساكر قدر مجلدة، و من أعظم مناقبه قول اللَّه تعالى: إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ، إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ: لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا [التوبة: 40] فإنّ المراد بصاحبه أبو بكر بلا نزاع، إذ لا يعترض بأنه لم يتعين، لأنه كان مع النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) في الهجرة عامر بن فهيرة، و عبد اللَّه بن أبي بكر، و عبد اللَّه بن أريقط الدليل، لأنا نقول: لم يصحبه في الغار سوى أبي بكر لأن عبد اللَّه بن أبي بكر استمرّ بمكة، و كذا عامر بن فهيرة، و إن كان تردّدهم [1] إليهما مدة لبثهما في الغار استمرت لعبد اللَّه من أجل الإخبار بما وقع بعدهما، و عامر بسبب ما يقوم بغذائهما من الشياه، و الدليل لم يصحبهما إلا من الغار، و كان على دين قومه مع ذلك كما في نفس الخبر.
و قد قيل: إنه أسلم بعد ذلك و ثبت في الصحيحين،
من حديث أنس أنّ النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) قال لأبي بكر و هما في الغار: «ما ظنّك باثنين اللَّه ثالثهما»[2].
و الأحاديث في كونه كان معه في الغار كثيرة شهيرة، و لم يشركه في هذه المنقبة غيره.
و عند أحمد، من طريق شهر بن حوشب، عن أبي تميم أن النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) قال لأبي بكر و عمر: «لو اجتمعتما في مشورة ما خالفتكما».
[و أخرج الطبراني، من طريق الوضين بن عطاء، عن قتادة بن نسي [3]، عن عبد الرحمن بن تميم، عن معاذ بن جبل- أنّ رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) لما أراد أن يرسل معاذا إلى اليمن استشار، فقال كلّ برأيه، فقال: «إنّ اللَّه يكره فوق سمائه أن يخطّأ أبو بكر»].
و عند أبي يعلى، من طريق أبي صالح الحيثي [4]، عن علي، قال: قال لي رسول اللَّه