نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 4 صفحه : 123
من أن يقضي حاجتنا، فخرجنا من عنده و أنا آخذ بيد ابن عباس، فمررنا على أولئك الذين كانوا عذروا و ضعفوا فقلت: كان عبد اللَّه أولاكم به [1]. قالوا: أجل. فقلت أمدحه [2]:
إذا قال لم يترك مقالا لقائل* * * بملتقطات لا ترى بينها فصلا
كفى و شفى ما في الصّدور و لم يدع* * * لذي إربة في القول جدّا و لا هزلا
سموت إلى العليا بغير مشقّة* * * فنلت ذراها لا دنيّا و لا وغلا
[الطويل] [و روى الزّبير بن بكّار بسند له إلى حسان بن ثابت بدت لنا حاجة إلى الأمير و كان أمرا صعبا فمشينا إليه برجال من قريش، فاعتذر فعذروه إلا ابن عباس، فو اللَّه ما وجد بدا من قضاء حاجتنا، قال: فجئنا المسجد و القوم في أنديتهم، قال حسان فصحت صيحة أسمعهم و أنشأ يقول:
إذا ما ابن عباس بدا لك وجهه* * * رأيت له في كل مجمعه فضلا
إذا قال لم يترك مقالا لقائل* * * بملتقطات لا ترى بينها فصلا
قال ابن يونس: غزا إفريقية مع عبد اللَّه بن سعد سنة سبع و عشرين.
و قال ابن مندة: كان أبيض طويلا مشربا صفرة جسيما وسيما صبيح الوجه له وفرة يخضب بالحنّاء.
و قال محمد بن عثمان بن أبي خيثمة في تاريخه [4]: حدثنا أبي، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق: رأيت ابن عباس رجلا جسيما قد شاب مقدم رأسه و له جمّة.
[2] الأبيات في ديوان حسان 246. قال الأثرم: حدثني جماعة أصحابنا أن حسان بن ثابت مشى بعبد اللَّه بن عباس بن عبد المطلب في تفرقة المهاجرين إلى عمر بن الخطاب، فاعتذر إليهم عمر، فقبلوا عذره، و جثا ابن عباس على ركبتيه فجعل يقول: إن من حق الأنصار كذا ثم كذا و لحسان حق بكذا أو كذا، فلم يزل به حتى قضى حاجته، فخرج حسان آخذا بيد عبد اللَّه يطوف به على حلق المهاجرين في المسجد و يقول: هو و اللَّه كان أولاهم بها، إنها و اللَّه، إنها و اللَّه صبابة النبوة و وراثة أحمد (صلى اللَّه عليه و سلّم) و قالوا: أجل فأجمل يا بن الفريعة فقال يمدح عبد اللَّه بن عباس بهذه الأبيات. و تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (1606).