نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 3 صفحه : 56
و روى أبو يعلى، من حديث جابر، قال: قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم): «جزى اللَّه عنّا الأنصار خيرا لا سيّما عبد اللَّه بن عمرو بن حرام، و سعد بن عبادة».
و روى ابن أبي الدّنيا من طريق ابن سيرين، قال: كان أهل الصفّة إذا أمسوا انطلق الرجل بالواحد، و الرجل بالاثنين، و الرجل بالجماعة، فأما سعد فكان ينطلق بثمانين.
و روى الدّارقطنيّ كتاب الأسخياء، من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كان منادى سعد ينادي على أطمه: من كان يريد شحما و لحما فليأت سعدا. و كان سعد يقول:
اللَّهمّ هب لي مجدا، لا مجد إلا بفعال، و لا فعال إلا بمال، اللَّهمّ إنه لا يصلحني القليل و لا أصلح عليه.
و عن محمد بن سيرين: كان سعد بن عبادة يعشّي كل ليلة ثمانين من أهل الصّفة.
و قصته في تخلفه عن بيعة أبي بكر مشهورة، و خرج إلى الشّام فمات بحوران [1]: سنة خمس عشرة، و قيل سنة ست عشرة.
و روى عنه بنوه: قيس، و سعيد، و إسحاق، و حفيده شرحبيل بن سعيد. و روى عنه من الصّحابة أيضا ابن عبّاس و أبو أمامة بن سهل، و أرسل عنه الحسن و عيسى بن فائد.
و روى أبو داود من حديث قيس بن سعد أن النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) قال: «اللَّهمّ اجعل صلواتك و رحمتك على آل سعد بن عبادة».
أخرجه في أثناء حديث. و قيل: إن قبره بالمنيحة- قرية بدمشق بالغوطة.
و عن سعيد بن عبد العزيز أنه مات ببصرى، و هي أول مدينة فتحت من الشّام.
روى ابن مردويه في التفسير، من طريق يعلى بن الأشدق: حدّثنا سعد بن عبد اللَّه أنّ النّبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) سئل عن قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ ...[3]: [الحجرات الآية: 4]. قال: هم الجفاة من بني تميم، لو لا أنهم من أشد الناس قتالا للأعور الدجّال لدعوت اللَّه أن يهلكهم[4].
قال ابن مندة: غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
[1] حوران: كورة واسعة من أعمال دمشق من جهة القبلة ذات قرى كثيرة و مزارع و حرار و ما زالت منازل العرب. انظر معجم البلدان 2/ 364.