نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 3 صفحه : 5
قال: و سارية ولّاه عمر ناحية فارس، و له يقول: يا سارية، الجبل.
و قال المرزبانيّ: كان سارية مخضرما.
و قال العسكريّ: روى عن النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) و لم يلقه. و ذكره ابن حبّان في التابعين.
و ذكر الواقديّ، و سيف بن عمر- أنه كان خليعا في الجاهليّة، أي لصّا كثير الغارة، و أنه كان يسبق الفرس عدوا على رجليه، ثم أسلم و حسن إسلامه، و أمّره عمر على جيش، و سيّره إلى فارس [1] سنة ثلاث و عشرين، فوقع في خاطر عمر و هو يخطب يوم الجمعة أن الجيش المذكور لاقى العدو و هم في بطن واد و قد همّوا بالهزيمة و بالقرب منهم جبل، فقال في أثناء خطبته: يا سارية، الجبل، الجبل، و رفع صوته، فألقاه اللَّه في سمع سارية، فانحاز بالناس إلى الجبل، و قاتلوا العدوّ من جانب واحد ففتح اللَّه عليهم.
قلت: هكذا أخرج القصة الواقديّ عن أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر، و أخرجها سيف مطوّلة عن أبي عثمان و أبي عمرو بن العلاء، عن رجل من بني مازن، فذكرها مطولة.
و أخرجها البيهقيّ في الدّلائل و اللالكائي في شرح السنّة و الزين [2] عاقولي في فوائده، و ابن الأعرابي في «كرامات الأولياء» من طريق ابن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن ابن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر، قال:
وجّه عمر جيشا و رأس عليهم رجلا يدعى سارية، فبينما عمر يخطب جعل ينادي: يا سارية، الجبل- ثلاثا، ثم قدم رسول الجيش، فسأله عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، هزمنا، فبينا نحن كذلك إذ سمعنا صوتا ينادي: يا سارية، الجبل- ثلاثا، فأسندنا ظهرنا إلى الجبل، فهزمهم اللَّه تعالى. قال: قيل لعمر إنك كنت تصيح بذلك.
و هكذا ذكره حرملة في جمعه لحديث ابن وهب، و هو إسناد حسن. و قد تقدّم أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصّحابة.
و روى ابن مردويه، من طريق ميمون بن مهران، عن ابن عمر، عن أبيه- أنه كان يخطب يوم الجمعة، فعرض في خطبته أن قال: يا سارية، الجبل، من استرعى الذّئب ظلم، فالتفت الناس بعضهم إلى بعض، فقال لهم: ليخرجن مما [3] قال. فلما فرغ سألوه، فقال:
[1] فارس: ولاية واسعة، و إقليم فسيح كان أول حدودها من جهة العراق أرّجان و من جهة كرمان السّيرحان و من جهة ساحل بحر الهند سيراف و من جهة السند مكران. انظر مراصد الاطلاع 3/ 1012.