قدم وفد محارب سنة عشر- عشرة أنفس، فيهم سواء بن الحارث و ابنه خزيمة بن سواء، فأسلموا، و أجازهم النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) كما يجيز الوفد.
و روى الطّبرانيّ، و ابن شاهين، من طرق عن زيد بن الحباب، عن محمد بن زرارة بن خزيمة بن ثابت، حدثني عمارة بن خزيمة عن أبيه أنّ النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) اشترى فرسا من سواء بن الحارث فجحده، فشهد له خزيمة بن ثابت، فقال: «بم تشهد و لم تك حاضرا»، قال:
بصدقك و أنك لا تقول إلا حقّا. فقال: «من شهد له خزيمة أو عليه فحسبه».
و أخرجه ابن شاهين فقال: عن سواء بن قيس، و أظنه و هما، فقد روى ابن شاهين أيضا و ابن مندة من وجه آخر عن زيد بن الحباب، عن محمد بن زرارة، عن المطّلب بن عبد اللَّه، قال: قلت لبني الحارث بن سواء: أبو كما الّذي جحد بيعة رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم)؟ فقالوا: لا تقل ذلك، فلقد أعطاه بكرة، و قال له: إن اللَّه سيبارك لك فيها، فما أصبحنا نسوق سارحا و لا نازحا إلّا منها. و أصل القصّة أخرجها مطوّلة أبو داود و النّسائي، و وقع لنا بعلوّ في جزء محمد بن يحيى الذهليّ، من طريق الزّهري: حدّثني عمارة بن خزيمة الأنصاريّ، عن عمّه، و كان من أصحاب النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم)، ابتاع فرسا من أعرابي فاستتبعه النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) ليقضيه ثمن فرسه، فأسرع النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) المشي، فطفق رجال يعرضون للأعرابي فيساومونه بالفرس ...
فذكر الحديث و القصّة. و فيه: فطفق الأعرابيّ يقول: هلم شهيدا يشهد أنّي قد بعتك، فمن جاء من المسلمين قال للأعرابي: ويلك،
إنّ النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) لم يكن ليقول إلا حقا، حتى جاء خزيمة بن ثابت، فاستمع مراجعة النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) و الأعرابيّ، فقال له خزيمة: أنا أشهد أنك قد