قال ابن مندة: أنبأنا علي بن أحمد الحراني، حدثنا محمد بن محمد الأديب- أنّ سلمان وفد على النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم)، و غزا مع عليّ و نزل الرقّة.
[و قال ابن الكلبيّ: كان سلمان اعتزل القتال في الفتنة هو و قوم ارتابوا بالقتال، فأقاموا بالرقّة، فكان عليّ يرسل إليهم الأعطية، و يقول: لا نمنعكم حقّكم من الفيء، لأنكم مسلمون، و إن امتنعتم من نصرتنا، قال: و كان سلمان ممّن قام مع حجر بن عديّ على زياد، فلما قبض زياد على حجر و أصحابه أفلت سلمان، و كان جدّه شراحيل رئيسا في الجاهليّة، و ليس الأصهب والده، و إنما هو جد أبيه، و هو شراحيل بن الشيطان بن الحارث بن الأصهب، و اسمه عوف بن كعب بن الحارث بن سعد بن عمرو بن ذهل بن مرّان بن جعفي بن سعد العشيرة. و كان كثير الغارة فقتله بنو جعدة، و في ذلك يقول النابغة الجعديّ يفتخر بقتله:
أرحنا معدّا من شراحيل بعد ما* * * أراها مع الصّبح الكواكب مسفرا] [4].
و روى من طريق عيسى بن يونس، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن سلمان بن خالد- أراه من خزاعة، قال: وددت أني صليت فاسترحت، فإنّي سمعت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) يقول: «يا بلال، أقم الصّلاة و أرحنا بها».